(المقصود بالفاضل المذكور في النظم وذكر قصته، ومعنى الحديث:" لا تفضلوني على يونس بن متى ") ولقد وجدت لفاضل منهم مقا***ما قامه في الناس منذ زمان قال اسمعوا يا قوم إن نبيكم*** قد قال قولا واضح البرهان لا تحكموا بالفضل لي أصلا على*** ذي النون يونس ذلك الغضبان هذا يرد على المجسم قوله*** ألله فوق العرش والأكوان ويدل أن إلهنا سبحانه*** وبحمده يلقى بكل مكان قالوا له بين لنا هذا فلم*** يفعل فأعطوه من الأثمان ألفا من الذهب العتيق فقال في*** تبيانه فاسمع لذا التبيان قد كان يونس في قرار البحر تحـ***ـت الماء في قبر من الحيتان ومحمد صعد السماء وجاوز الـ***ـسبع الطباق وجاز كل عنان وكلاهما في قربه من ربه*** سبحانه إذ ذاك مستويان فالعلو والسفل الذان كلاهما*** في بعده من ضده طرفان أن ينسبا لله نزه عنهما*** بالاختصاص بلى هما سيان في قرب من أضحى مقيما فيهما*** من ربه فكلاهما مثلان فلأجل هذا خص يونس دونهم*** بالذكر تحقيقا لهذا الشان فأتى الثناء عليه من أصحابه*** من كل ناحية بلا حسبان حفظ
الشيخ : طيب هذا الفاضل الذي أشار إليه المؤلف رحمه الله يقول الشيخ ... في شرح الألفية : " إنه هو أبو المعالي الجويني " أبو المعالي الجويني وهو من أئمة الشافعية وهذا يعني ما أدري عن صحة النقل لأن الرجل ما أظن أن يبلغ به الأمر إلى هذا الحد
القصة يقول : أنا أريد أن أبين لكم أن الله سبحانه وتعالى ليس بذاته فوق العرش في حديث يرد على أهل التجسيم الذين يقولون إن الله بذاته فوق العرش ما هو ؟ - يرحمك الله - الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تفضلوني على يونس بن متى ) يعني لا تفضلوني في القُرب من ربي على زعمه على يونس بن متى فأنا وإياه عند الله تعالى سِيان حين كان هو في بطن الحوت وأنا فوق السموات السبع وهذا يدل على أن العلو والسفل لا يُنسبان إلى الله عز وجل هما ينسبان إلينا والسفل ضد العلو ، العلو في طرف وهذا في طرف لا يلتقيان لكنهما بالنسبة لله هما سيان ولكنه جاء بهذا الشرح على صيغة إلغاز حتى يتشوق الناس إليه فقالوا اشرح لنا هذا قال لا ما أشرحه حتى أعطوه ألفا من الذهب العتيق ألف دينار لما أعطوه ألف دينار بين لهم شرح ما يقول وأن الله ليس فوق السموات لو كان فوق السموات لكان قُرب محمد إليه أقرب من يونس لكن هو في كل مكان يونُس محمد وغيرهما على حد سواء يقول : ويدل لذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال : لا تفضلوني على موسى على إبراهيم على غيره من الأنبياء قال على يونس لأن يونس هو الذي صار في قاع البحر ولا شك أن هذا والعياذ بالله من التحريف الذي يحمل عليه الهوى وهو تحريف من أبطل الباطل فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يتعرض إطلاقاً للعلو والسفل لكن لما يونس عليه الصلاة والسلام خرج من قومه مغاضبا ظانا أن الله لا يقدر عليه وحصل ما حصل ربما يقع في نفس بعض الناس تنزيل رتبة يونس والنيل من قدره فبين الرسول عليه الصلاة والسلام أو نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يفضل على هذا النبي الذي قد يَتصور الإنسان أنه عليه الصلاة والسلام قد نزل قدرُه بسبب إيش ؟ بسبب ما حصل منه ، لأنك عندما تقول محمد أفضل من يونس وقد ذهب الذهن إلى ما حصل من يونس ما الذي يقع في نفسك ؟ التقليل من شأنه وتنزيله فلهذا نهى أن يفضل محمد على يونس وإلا فقد ثبت أن الله يقول : (( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض )) نعم .