التعليق على الأبيات السابقة، وبيان عقيدة ركب أهل السنة وتعريف العبادة وأركانها. حفظ
الشيخ : المؤلف رحمه الله في هذا الفصل ذكر قدوم ركب الإيمان وعسكر القرآن وذكر أن هذا الركب جاء من أرض طيبة من المدينة مُهاجَر أحمد عليه الصلاة والسلام وأنه طلب منا أن نستمع إليه في شرح مذهبه الذي هو عليه وبين أن مذهبَه مبني على القرآن والسنة والعقل والفطرة وأن هذه الأربعة كلها توافقت عليه شهِدوا بأن الله سبحانه وتعالى واحد مُنفرد بالملك والسلطان والألوهية وأن عِبادته سبحانه هي الحق وما سواه فهي عبادة باطلة كما قال الله تعالى : (( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل )) وذَكر أن عبادة الله مبنية على أصلين تدور عليهما غاية الحُب وغاية الذل غاية الحُب والذل من الإنسان يعني أن يكون مُحباً لله عز وجل طالبا الوصول إليه وبتحقُّقِ هذا القطب والأصل يندفعُ الإنسان إلى فعل المأمورات، لأنه يطلب حبيباً وطالب الحبيب يسعى إلى الوصول إليه بكل طريق، الذل يستلزم الخوف من الله عز وجل وبناء العبادة على الخوف من الله يستلزم الهرب من نواهيه لأن الإنسان يخشى إذا وقع في المناهي أن إيش ؟ أن يأخذه الله تعالى بذنبه فإذا اجتمع في قلب الإنسان المحبة التامة لله مع التعظيم استقام تماماً على شرع الله ، لأنه بحبه لربه يطلب ربه وبتعظيمه لله يخاف منه فيكون فاعلا للمأمور تاركا للمحظور ولهذا قال رحمه الله :
" ومَداره بالأمر أمرِ رسوله *** لا بالهوى والنفس والشيطان
فقيام دين الله بالإخلاص والإ *** حسان إنهما له أصلان "
.
مداره بأمر الله ورسوله هذا الرحى يديره أمر الله ورسوله قلنا هذا قطب الرحى تبنى عليه الرحى ما الذي يديرها؟ أمر الله ورسوله افعل لا تفعل، إذا قال افعل دارت إذا قال لا تفعل وقفت، فهذا هو في الحقيقة حقيقة العبادة أن تعبد الله عز وجل بغاية الحب وبغاية الذل طيب المستكبر عن عبادة الله هل يمكن أن يعبد الله ؟ لا، لأنه لا يعبده وهو لا يذل له أبدا بل من رأى نفسه استغنى عن الله فإنه لن يعبد الله (( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى )) وأكثر الناس الذين أُترفوا في الدنيا يرون أنهم استغنوا وأن هذا هو الغاية التي يقصدونها ومن ثَم جاءت النصوص بالحذر من الترف في الدنيا والتنعم فيها لا بما أباح الله منها، فما أباح الله منها فإن الله يجب منا أن نفعله وأن نأتيه لكن الانغماس في الترف حتى يكون الإنسان كأنما خُلق ليُترف نفسه هذا لا شك أنه سوف يكون في قلبه من الاستكبار عن عبادته ، عن عبادة الله بقدر ما في قلبه من عبادة الدنيا نعم .
الطالب : ويش الرحى؟
الشيخ : الرحى، لو تروح لإيش اسمه الطحان يوريه إياها قال ويش معنى فوق ست ثمان ؟ ومعناها أنه فوق ست ثمان يعني السموات السبع والأرضين السبع الجميع أربعة عشر أسفل الأرض السابعة يراه عز وجل ويسمعه أربعة عشر فالذي في أسفل الأرض السابعة يراه عز وجل ويسمعه وهو فوق عرشه الذي هو فوق ست وثمان يعني أربعة عشر وعلى هذا يكون ست ثمان على تقدير حرف العطف أي ست وثمان فالجميع أربعة عشر نعم .