بيان جماع اختلاف الناس في القرآن الكريم وأنه يدور على أصلين هل قول الله بمشيئة أولا وهل هو في ذاته أم خارج عن ذاته؟ والرد على الأشاعرة والكلابية في اطلاقهم كلام الله عبارة أو حكاية والفرق بينهما. حفظ
الشيخ : ذكر في هذا الفصل مجامع طرق أهل الأرض واختلافهم في القرآن الكريم، يعني: على أي شيء يدور؟ ذكر أنه يدور على أصلين، انتبهوا لها، هل قول الله بمشيئة أو لا؟ وهل هو في ذاته أم خارج عن ذاته؟ هذان قولان، هذان هما الأصلان الذي ينبني عليهما اختلاف الناس في كلام الله عز وجل: هل هو بمشيئته أو لا؟ وهل هو في ذاته أم خارج ذاته؟ ثم عاد سيفرع المؤلف.
يقول المؤلف رحمه الله:
" ثم الأولى قالوا بغير مشيئة *** وإرادة منه فطائفتان
إحداهما جعلته معنى قائما *** بالنفس أو قالوا بخمس معاني "
والثانية تأتي، الفرقة الأخرى قالت: إنه لفظ ومعنى إلى آخره.
هذا الفصل ذكر فيه الأصلين اللذين يدور عليهما اختلاف الناس في القرآن، ثم ذكر فيه مذهب المشاعرة والكلابية فقط، فقال: إن الذين قالوا بغير مشيئة طائفتان، إحداهما جعلته المعنى القائم بالنفس، وأظنكم تعرفون من هؤلاء؟ من هم؟ الأشاعرة، لكن اختلف الأشاعرة كما سبق فقالوا إنه معنى واحد، وقال آخرون إنه خمس معاني، الذين جعلوه معنى واحدا يقولون: الأمر والنهي والخبر والاستخبار شيء واحد، والقرآن والتوراة والإنجيل والزبور شيء واحد، وإذا أمر الله تعالى بالشيء كونا فقال: كن فهو كالذي في القرآن بمعنى أقيموا الصلاة، كلها شيء واحد، نعم.
" والله أحدث هذه الألفاظ كي *** تبديه معقولا إلى الأذهان "
إذن فالألفاظ والأصوات المسموعة مخلوقة، ولا لأ؟ مخلوقة، وقالوا إنها ليست هي القرآن، وإنما هي مخلوقة لتدل على القرآن. وإذن لماذا سمي القرآن كلام الله؟ فقالوا إنه مجاز، ولهذا قال:
" ولربما سمي بها القرآن تسمية *** المجاز وذاك وضع ثان "
ثم اختلفوا فالأشاعرة قالوا إنه عبارة، والكلابية قالوا إنه حكاية، وتنازعوا، استمع له.
" وكذلك اختلفوا فقيل حكاية عنه " عن من؟ عن الكلام، عن كلام الله، لأن الكلام هو المعنى القائم بالنفس، وما يسمع فليس كلام الله. فقيل حكاية عنه، وهذا مذهب الكلابية أتباع عبدالله بن سعيد بن كلاب، قالوا: لا نقول إنه كلام الله حقا ولا إنه عبارة عنه بل هو حكاية عنه، لكن الأشاعرة قالوا: لا، نقول عبارة، عبارة عنه، لماذا؟ قال: لأنك إذا قلت حكاية فإن الحكاية تجعل المحكي كالمحكي منه، ولهذا قال: " إذ كان ما يحكى كمحكي *** وهذا اللفظ والمعنى فمختلفان "
الأشاعرة قالوا للكلابية: لا نوافقكم على أنه حكاية، لأن الحكاية تجعل ما يحكى هاه؟ كمحكي، فأنا مثلا إذا حكيت كلامك أنقله بلفظه، بدون زيادة ولا نقصان، كما يقال حكى الحديث بعينه، إذ كان أوله وهو المحكي نظير الثاني وهو ما يحكاه، وعلى هذا فلا يصح أن نقول إنه حكاية، لأن المسموع لفظ والكلام معنى، واللفظ غير المعنى.
هم على كل حال عندهم دقة، لكن كلهم على خطأ، فصار الأشاعرة يقولون للكلابية لا نوافقكم على أنه حكاية، لأن حكاية الشيء تقتضي أن يكون المحكي هو المحكى، وهذا لا يمكن، لأن الكلام معنى، والمسموع لفظ غير معنى، الكلام غير مخلوق، والمسموع مخلوق، فلا يمكن أن نقول إنه حكاية لعدم الاتفاق.
قال: " ولذا يقال حكى الحديث بعينه *** إذ كان أوله نظير الثاني
فلذاك قالوا لا نقول حكاية *** ونقول ذاك عبارة الفرقان "
يقول المؤلف رحمه الله:
" ثم الأولى قالوا بغير مشيئة *** وإرادة منه فطائفتان
إحداهما جعلته معنى قائما *** بالنفس أو قالوا بخمس معاني "
والثانية تأتي، الفرقة الأخرى قالت: إنه لفظ ومعنى إلى آخره.
هذا الفصل ذكر فيه الأصلين اللذين يدور عليهما اختلاف الناس في القرآن، ثم ذكر فيه مذهب المشاعرة والكلابية فقط، فقال: إن الذين قالوا بغير مشيئة طائفتان، إحداهما جعلته المعنى القائم بالنفس، وأظنكم تعرفون من هؤلاء؟ من هم؟ الأشاعرة، لكن اختلف الأشاعرة كما سبق فقالوا إنه معنى واحد، وقال آخرون إنه خمس معاني، الذين جعلوه معنى واحدا يقولون: الأمر والنهي والخبر والاستخبار شيء واحد، والقرآن والتوراة والإنجيل والزبور شيء واحد، وإذا أمر الله تعالى بالشيء كونا فقال: كن فهو كالذي في القرآن بمعنى أقيموا الصلاة، كلها شيء واحد، نعم.
" والله أحدث هذه الألفاظ كي *** تبديه معقولا إلى الأذهان "
إذن فالألفاظ والأصوات المسموعة مخلوقة، ولا لأ؟ مخلوقة، وقالوا إنها ليست هي القرآن، وإنما هي مخلوقة لتدل على القرآن. وإذن لماذا سمي القرآن كلام الله؟ فقالوا إنه مجاز، ولهذا قال:
" ولربما سمي بها القرآن تسمية *** المجاز وذاك وضع ثان "
ثم اختلفوا فالأشاعرة قالوا إنه عبارة، والكلابية قالوا إنه حكاية، وتنازعوا، استمع له.
" وكذلك اختلفوا فقيل حكاية عنه " عن من؟ عن الكلام، عن كلام الله، لأن الكلام هو المعنى القائم بالنفس، وما يسمع فليس كلام الله. فقيل حكاية عنه، وهذا مذهب الكلابية أتباع عبدالله بن سعيد بن كلاب، قالوا: لا نقول إنه كلام الله حقا ولا إنه عبارة عنه بل هو حكاية عنه، لكن الأشاعرة قالوا: لا، نقول عبارة، عبارة عنه، لماذا؟ قال: لأنك إذا قلت حكاية فإن الحكاية تجعل المحكي كالمحكي منه، ولهذا قال: " إذ كان ما يحكى كمحكي *** وهذا اللفظ والمعنى فمختلفان "
الأشاعرة قالوا للكلابية: لا نوافقكم على أنه حكاية، لأن الحكاية تجعل ما يحكى هاه؟ كمحكي، فأنا مثلا إذا حكيت كلامك أنقله بلفظه، بدون زيادة ولا نقصان، كما يقال حكى الحديث بعينه، إذ كان أوله وهو المحكي نظير الثاني وهو ما يحكاه، وعلى هذا فلا يصح أن نقول إنه حكاية، لأن المسموع لفظ والكلام معنى، واللفظ غير المعنى.
هم على كل حال عندهم دقة، لكن كلهم على خطأ، فصار الأشاعرة يقولون للكلابية لا نوافقكم على أنه حكاية، لأن حكاية الشيء تقتضي أن يكون المحكي هو المحكى، وهذا لا يمكن، لأن الكلام معنى، والمسموع لفظ غير معنى، الكلام غير مخلوق، والمسموع مخلوق، فلا يمكن أن نقول إنه حكاية لعدم الاتفاق.
قال: " ولذا يقال حكى الحديث بعينه *** إذ كان أوله نظير الثاني
فلذاك قالوا لا نقول حكاية *** ونقول ذاك عبارة الفرقان "