بيان مذهب أهل الحديث في كلام الله وأنه صفة كمال لله وأن الكلام حقيقة متعاقبة والرد على المخالفين في ذلك كله حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا مذهب أهل الحديث، وأهل الحديث يراد بهم صنفان: رواة الحديث وفقهاء الحديث، فذكر المؤلف رحمه الله من كان من الصنفين جميعا، فقال:
" والآخرون أولو الحديث كأحمد *** ومحمد "
أحمد بن حنبل ومحمد بن إسماعيل البخاري. أحمد بن حنبل لاشك أنه من رواة الحديث وفقهاء الحديث، والبخاري رحمه الله لا شك أنه من رواة الحديث، ولكنه في فقه الحديث ليس كالإمام أحمد، ولهذا يعتبر من المحدثين والإمام أحمد يعتبر من المحدثين الفقهاء، هؤلاء
" وأئمة الإيمان قالوا بأن الله حقا لم يزل *** متكلما بمشيئة وبيان "
لم يزل هذا في الأزل.
" إن الكلام هو الكمال "
ولا شك فيه، الكلام كمال، أليس كذلك؟
الطالب : بلى
الشيخ : هو الذي يتكلم به المتكلم ليأمر وينهى ويعظ، فالله عز وجل من كماله كلامه، ومن المعلوم أن الأخرص لا يعد كاملا، ولذلك كان زكريا عليه الصلاة والسلام طلب من الله آية قال: (( ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا )) ولما كان هذا يخشى منه العيب وهو عيب، قال الله له في آية أخرى: (( ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا )) يعني ما فيك عيب، نعم، لأنه لا شك أن عدم الكلام عيب، فالكلام كمال.
" فكيف يخلو*** عنه في أزل بلا إمكان
ويصير فيما لم يزل متكلما *** ماذا اقتضاه له من الإمكان "

هذا رد على من؟ هاه؟ الكرامية الذين يقولون في الأول: لا يمكن، وفي الثاني صار ممكن، يقول ماذا اقتضاه له من الإمكان، ما الذي جعله في الأول مستحيلا، وفي الثاني ممكنا. ثم قال
" وتعاقب الكلمات أمر ثابت *** للذات مثل تعاقب الأزمان "
رد على من؟ رد على الاقترانية، تعاقب الكلمات والحروف أيضا أمر ثابت مثلَ ويجوز مثلُ تعاقب الأزمان، والله، نعم، هذا رد على الاقترانية، ثم قال:
" والله رب العرش قال حقيقة *** حم مع طه بغير قران "
هذا أيضا رد على الجهمية والمعتزلة والاقترانية، قال حقيقة، أما عند المعتزلة والجهمية فلم يقل حقيقة، قالوا: إضافة الكلام إليه على سبيل المجاز، لأنه خلق الكلام، قال:
" بل أحرف مترتبات مثل ما *** قد رتبت في مسمع الإنسان " يعني: ليست مقترنة بل هي أحرف متعاقبة.
" وقتان في وقت محال " صح، وقتان في وقت، يعني ما يمكن يكون الضحى هو العصر، والعصر هو الضحى، هذا شيء مستحيل، كذلك أيضا حرفان أيضا يوجدا في آن، يعني مستحيل، ويوجدا مر علينا نظيرها أن ابن القيم رحمه الله يرى جواز حذف النون اللي هو علامة الرفع من أجل الشعر.
طيب، هل يمكن أن يوجد حرفان في حرف واحد؟ غير ممكن، في آن واحد، من واحد متكلم، واحد متكلم يوجد منه حرفان في كلامه في آن واحد مستحيل، إذا نطق بالباء في بسم الله ما يمكن ينطق بالسين، وإذا تعدى الباء وجاءت السين ما يمكن ينطق بالباء.
" بل يوجدا *** بالرسم أو بتكلم الرجلان "
يمكن بالرسم قد يوجدان، ترسم الباء على السين فتقترن بها، أو بتكلم الرجلان، أنا أقول: بسم الله الرحمن الرحيم يوم وصلت السين قلت أنت بسم الله، فصارت السين مع الباء، لكن من متكلم واحد ولا من اثنين؟ من اثنين، نعم، طيب.
طيب، " بتكلم الرجلان " ليش ما قال الرجلين؟ إما أن تقول للضرورة، وإما أن تقول على لغة من يلزم المثنى الألف، نعم.
" يا ليت عيناها لنا وفاها "
يا ليت عيناها، ولو أتى على اللغة المشهورة لقال عينيها.
طيب، يقول: " هذا هو المعقول أما الاقتران فليس معقولا لذي الأذهان " ثم قال: " وكذا كلام "
الطالب : انتهى الوقت
الشيخ : انتهى الوقت؟ إيه.
الشيخ : أو بأهل الحديث بأن الله لم يزل متكلما بمشيئة وبيان، ويا حبذا لو علمنا أدلة هذا بأن الله لم يزل متكلما ولا يزال متكلما، نعم.
نقول: لم يزل ولا يزال متكلما دلالته عقلية، وذلك أن أفعال الله لم تزل وكل فعل من أفعال الله فإنه مقرون بقول ما هو؟ كن (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )).