التعليق على الأبيات السابقة وبيان أن الله يتكلم بالنقل والعقل والبرهان حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدلله رب العالمين.
المؤلف رحمه الله ذكر أن الله جل جلاله متكلم، وذكر أنه متكلم بالنقل والعقل والبرهان. النقل والعقل كلاهما دليل، والبرهان وصف للدليل، ويعنى بالبرهان ما برهن على الشيء وأثبته بدون احتمال، فكلما كان الدليل صريحا واضحا واضح الدلالة سمي برهانا.
ثم ذكر أن الرسل أجمعوا على أن الله متكلم، وأنه لم ينكره من أتباعهم رجلان، والمراد بقوله: " لم ينكره " يعني: لم يختلف فيه رجلان، وإنما قلنا ذلك لئلا يقال وأنكره رجل، لأن نفي الاثنين لا يمنع إنكار الواحد، ولكن مراده لم ينكره من أتباعهم رجلان، أي: لم يختلف فيه، لم يختلف فيه رجلان، كل أتباع الرسل مجمعون على أن الله متكلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله قال:
" فكلامه حقا يقوم به *** وإلا لم يكن متكلما بقرآن "
يعني: لولا أن كلامه متعلق به عز وجل وقائم به، ما صح أن نقول: إن القرآن كلامه، ولا لأ؟ لو كان كلامه غير قائم به ما صح أن نقول إن القرآن كلامه، لأن الذين يقولون إن كلامه غير قائم به يجعلون كلامه إما لجبريل أو لمحمد أو الهواء، فلا يجعلون الكلام كلام الله، وعلى رأيهم نقول إن القرآن ليس كلام الله عز وجل.
طيب، قال: " والله قال وقائل وكذا يقول *** "
جاء المؤلف رحمه الله بالفعل والوصف، الفعل؟ قال ويقول، والوصف؟ قائل، فهو سبحانه وتعالى فاعل للقول موصوف به.
" ويكلم الثقلين يوم معادهم *** حقا فيسمع قوله "
نعم، يقول ليس كلامه بالفاني، نعم، والله لا يفنى كلام الله (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي )) (( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله )) لو جمع كل ما في الأرض من الأشجار، وجعل أقلاما، وجعل البحر ومن ورائه سبعة أبحر جعل مدادا، ما نفدت كلمات الله، تكسرت الأقلام، ونفد المداد، ولم تنفد كلمات الله عز وجل، لأنه لم يزل ولا يزال متكلما خالقا بما يشاء.
قال: " ويكلم الثقلين " وهما الإنس والجن
" يوم معادهم *** حقا فيسمع قوله الثقلان
وكذا يكلم "

كل هذه وردت في أحاديث
" وكذا يكلم حزبه في جنة *** الحيوان بالتسليم والرضوان "
فيسلم عليهم، ويقول: أحللت عليكم رضاي
" وكذا يكلم رسله يوم اللقاء *** حقا فيسألهم عن التبيان "
يعني يسأل الله الرسل هل بينتم؟ نعم، يوم القيامة، حتى يقيموا الحجة على الأمم، وكذلك
" يراجع التكليم جل جلاله *** وقت الجدال له من الإنسان "
فإن الله تعالى يخلو بعبده المؤمن ويقرره بذنوبه حتى يقر بها
" ويكلم الكفار في العرصات *** توبيخا وتقريعا بلا غفران "
يوم القيامة (( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون )) (( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ))
" ويكلم الكفار أيضا في الجحيم *** أن اخسؤوا فيها بكل هوان " (( قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون ))
" والله قد نادى الكليم وقبله *** قد سمع الندا في الجنة الأبوان " أظن هذا واضح، موجود في القرآن.
" وأتى الندا في تسع آيات له *** وصفا فراجعها من القرآن "
جيبها لنا الأخ غدا.
الطالب : تسع آيات؟
الشيخ : أنت؟ اسمك ظافر؟
الطالب : ناظر.
الشيخ : ناظر، طيب، تأتي بها، تسع آيات قد صرح الله فيها بالنداء في القرآن.
" وكذا يكلم جبرئيل بأمره *** حتى ينفذه بكل مكان "