بيان أن نفي الكلام عن الله يتضمن وصفه بالنقص وهو الخرس حفظ
الشيخ : هذا أيضا إلزام آخر بأنه إذا انتفت صفة الكلام انتفت صفة الكمال، وقد سبق أن الكلام هو الكمال، فإذا انتفت صفة الكلام انتفت صفة الكمال، وذلك أن الكلام إذا انتفى حل محله الخرس، والخرس كمال ولا نقص؟
الطالب : نقص.
الشيخ : نقص، فإذن إذا قلتم إن الله لا يتكلم فقد وصفتموه بالنقص. فيجيبون عن هذا ويقولون: إن انتفاء صفة الكلام نقص إذا كان المحل قابلا له، أما إذا كان المحل غير قابل له فإن نفي الكلام عنه لا يعتبر نقصا، كما لو قلت: إن الجدار لا يتكلم، فإن ذلك لا يعتبر نقصا في الجدار، لماذا؟ لأنه غير قابل للكلام، فإذا كان غير قابل له لم يكن نفي الكلام عنه نقصا، بل لو قلت: إن الجدار لا يتكلم لضحك عليك الناس، وقالوا: كيف تقول إن الجدار لا يتكلم، هذا شيء معروف، قل إن الجدار ليس فيه تصدع يكون صحيح هذا ولا لأ؟ صحيح، أما تأتي إلينا تقول يا جماعة أنا أحدثكم بأمر، قلنا: تفضل، الجدار لا يتكلم، نقول: الله يفتح عليك، مين قال لك إن الجدار يتكلم، الجدار من الأصل لا يتكلم. هم يقولون: إنك إذا قلت إن الله لا يتكلم ما في هذا عيب ولا نقص على الله، لماذا؟ لأن الله لا يقبل الاتصاف بالكلام، فنفي صفة الكلام عنه كنفي صفة الكلام عن الجدار.
سبحان الله، يعني: جعلوا قبول الجدار للكلام وقبول الله للكلام على حد سواء، شف نعوذ بالله، الشر ما يندفع بالشر، يقول رحمه الله:
" فلئن زعمتم أن ذلك في الذي *** هو قابل من أمة الحيوان "
يعني: أن الكلام يكون نفيه نقصا إذا نفي عمن يكون قابلا له من الحيوان، واضح ولا لأ؟ طيب
" والرب ليس بقابل صفة الكلام *** فنفيها ما فيه من نقصان "
هذا كلامهم وهذا تمويه لا شك، إذا قالوا نفي الكلام عن الشيء إذا كان قابلا له نقص، وإذا كان غير قابل له فليس بنقص والرب ليس بقابل للكلام فنفي الكلام عنه ليس بنقص، طيب اضربوا مثلا، يقول: مثل الجدار إذا قلت لا يتكلم لم يكن ذلك نقصا في الجدار، لأنه ما يتكلم من الأصل. يقول المؤلف رحمه الله إذا قلتم هذا
" فيقال سلب كلامه وقبوله *** صفة الكلام أتم للنقصان "
يعني: إذا قلتم إنه لا يقبل أن يتكلم صار أشد نقصا ممَّا إذا قلتم إنه يقبل الكلام ولكن لم يتكلم، صح ولا لأ؟ لأن من لا يقبل الكمال أصلا دون الذي يقبل الكلام ولكن لم يكن فيه الكمال، صح ولا لأ؟ ما فيه شك، يعني إذا قلت إنه لا يقبل الكمال صار ليس أهلا لأن يكون كاملا، بخلاف ما قلت إنه أهل للكمال ولكن سلب عنه لسبب من الأسباب، فمثلا الرجل الأعمى أكمل من الجدار، لأنه قابل للبصر، والجدار غير قابل للبصر، وما يقبل الكمال أكمل من الذي لا يقبل الكمال، لا شك، كل واحد يعرف هذا، واضح يا هداية الله؟ طيب
" فيقال لهم سلب كلامه وقبوله *** صفة الكمال أتم للنقصان " ثم ضرب مثلا، قال:
" إذ أخرس الإنسان أكمل حالة *** من ذا الجماد بأوضح البرهان "
الإنسان الأخرس أكمل من الجدار، لأن الإنسان الأخرس قابل للكلام وهو صفة كمال، والجدار ليس بقابل أصلا مهما قلت ما يمكن يقبل، فهو لا يرد على هذا أن يوم القيامة
الطالب : نقص.
الشيخ : نقص، فإذن إذا قلتم إن الله لا يتكلم فقد وصفتموه بالنقص. فيجيبون عن هذا ويقولون: إن انتفاء صفة الكلام نقص إذا كان المحل قابلا له، أما إذا كان المحل غير قابل له فإن نفي الكلام عنه لا يعتبر نقصا، كما لو قلت: إن الجدار لا يتكلم، فإن ذلك لا يعتبر نقصا في الجدار، لماذا؟ لأنه غير قابل للكلام، فإذا كان غير قابل له لم يكن نفي الكلام عنه نقصا، بل لو قلت: إن الجدار لا يتكلم لضحك عليك الناس، وقالوا: كيف تقول إن الجدار لا يتكلم، هذا شيء معروف، قل إن الجدار ليس فيه تصدع يكون صحيح هذا ولا لأ؟ صحيح، أما تأتي إلينا تقول يا جماعة أنا أحدثكم بأمر، قلنا: تفضل، الجدار لا يتكلم، نقول: الله يفتح عليك، مين قال لك إن الجدار يتكلم، الجدار من الأصل لا يتكلم. هم يقولون: إنك إذا قلت إن الله لا يتكلم ما في هذا عيب ولا نقص على الله، لماذا؟ لأن الله لا يقبل الاتصاف بالكلام، فنفي صفة الكلام عنه كنفي صفة الكلام عن الجدار.
سبحان الله، يعني: جعلوا قبول الجدار للكلام وقبول الله للكلام على حد سواء، شف نعوذ بالله، الشر ما يندفع بالشر، يقول رحمه الله:
" فلئن زعمتم أن ذلك في الذي *** هو قابل من أمة الحيوان "
يعني: أن الكلام يكون نفيه نقصا إذا نفي عمن يكون قابلا له من الحيوان، واضح ولا لأ؟ طيب
" والرب ليس بقابل صفة الكلام *** فنفيها ما فيه من نقصان "
هذا كلامهم وهذا تمويه لا شك، إذا قالوا نفي الكلام عن الشيء إذا كان قابلا له نقص، وإذا كان غير قابل له فليس بنقص والرب ليس بقابل للكلام فنفي الكلام عنه ليس بنقص، طيب اضربوا مثلا، يقول: مثل الجدار إذا قلت لا يتكلم لم يكن ذلك نقصا في الجدار، لأنه ما يتكلم من الأصل. يقول المؤلف رحمه الله إذا قلتم هذا
" فيقال سلب كلامه وقبوله *** صفة الكلام أتم للنقصان "
يعني: إذا قلتم إنه لا يقبل أن يتكلم صار أشد نقصا ممَّا إذا قلتم إنه يقبل الكلام ولكن لم يتكلم، صح ولا لأ؟ لأن من لا يقبل الكمال أصلا دون الذي يقبل الكلام ولكن لم يكن فيه الكمال، صح ولا لأ؟ ما فيه شك، يعني إذا قلت إنه لا يقبل الكمال صار ليس أهلا لأن يكون كاملا، بخلاف ما قلت إنه أهل للكمال ولكن سلب عنه لسبب من الأسباب، فمثلا الرجل الأعمى أكمل من الجدار، لأنه قابل للبصر، والجدار غير قابل للبصر، وما يقبل الكمال أكمل من الذي لا يقبل الكمال، لا شك، كل واحد يعرف هذا، واضح يا هداية الله؟ طيب
" فيقال لهم سلب كلامه وقبوله *** صفة الكمال أتم للنقصان " ثم ضرب مثلا، قال:
" إذ أخرس الإنسان أكمل حالة *** من ذا الجماد بأوضح البرهان "
الإنسان الأخرس أكمل من الجدار، لأن الإنسان الأخرس قابل للكلام وهو صفة كمال، والجدار ليس بقابل أصلا مهما قلت ما يمكن يقبل، فهو لا يرد على هذا أن يوم القيامة