معنى قول الناظم: والأمر إما مصدر أو كان..وتفسير قوله تعالى:" إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " وفائدة تدبر القرآن حفظ
الشيخ : قال: " والأمر إما مصدر " وهذا هو الأظهر،
" أو كان *** مفعولا " وهذا رأي المعطلة، يقولون: الأمر ما هو شيء يتصف به الخالق هو وصفه، بل الأمر بمعنى المأمور أي المخلوق، طيب.
" ***هما في ذاك مستويان
مأموره هو قابل للأمر *** "
يعني: ليس هناك مأمور إلا وقد صدر إليه الأمر فقَبِل الأمر.
" هو قابل الأمر *** كالمصنوع " هل يوجد مصنوع بدون صنعة؟ هاه؟ إذن لا يوجد مأمور يدون؟ بدون أمر.
" *** كالمصنوع قابل صنعة الرحمن
فإذا انتفى الأمر انتفى المأمور *** كالمخلوق ينفى لانتفا الحدثان "

يقول: إذا انتفى الأمر انتفى المأمور صح ولا لأ؟ وإذا لم يوجد مأمور لم يوجد أمر، فهما متلازمان، فإذا انتفى الأمر فلا مأمور، يعني: وإن وجد من وجه إليه الأمر، لكن إذا لم يأمره لم يكن هو مأمور، كما أنه أيضا إذا انتفى المأمور فلا أمر، لأنه كيف أوجه الأمر إلى ما ليس بشيء، إذن عرفنا أن الأمر والمأمور متلازمان، ثم قال:
" وانظر إلى نظم السياق تجد به *** سرا عظيما واضح البرهان "
نظم السياق يعني الآية التي ذكرتها: (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره )) ما هو السر العجيب؟ قال:
" ذكر الخصوص وبعده متقدما *** والوسط والتعميم في ذا الثاني "
ذكر الخصوص (( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض )) هذا خاص ولا عام؟
الطالب : خاص
الشيخ : خاص، اجزموا، خاص، ولم يقل خلق كل شيء (( خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر )) خاص أيضا (( والنجوم مسخرات بأمره )) يقول: " ذكر الخصوص وبعده "
يعني أيضا خصوص آخر، " متقدما *** والوصف والتعميم في ذا الثاني "
ثم ذكر بعد ذلك الوصف والتعميم (( ألا له الخلق )) ولم يقل خلق كذا، بخلاف الأول أتى بالفعل وخص المخلوق المفعول، وفي الثاني عمم قال: (( ألا له الخلق )) أيش؟ (( والأمر )) والأمر في أول الآية مقيد ولا عام؟ مقيد بأيش؟ بالنجوم (( والنجوم مسخرات بأمره )) ثم قال: " فأتى بنوعي خلقه وبأمره *** " ما هما النوعان؟ " فعلا ووصفا " الفعل هو الخاص، والوصف هو العام، (( خلق السماوات والأرض )) هذا فعل (( ألا له الخلق )) وصف، (( والنجوم مسخرات بأمره )) هذا أمر متعلق بفعل خاص، (( ألا له الخلق والأمر )) هذا وصف عام.
" فأتى بنوعي خلقه وبأمره *** فعلا ووصفا موجزا ببيان "
موجَزا، ويجوز موجِزا، وكلاهما صحيح.
قال: " فتدبر القرآن إن رمت الهدى *** " رمت قصدت، " *** فالعلم تحت تدبر القرآن " رحمه الله، يعني: إن كنت تريد الهدى فتدبر القرآن ولا تتسرع ولا تتعجل ولا تغفل، وأكثر الناس اليوم يقرؤون القرآن إما للأجر بتلاوته، وإما للتبرك بها، ولكن أكثرهم لا يقرؤونه تدبرا، ولهذا حرموا فائدته، وإلا فالقرآن عظيم كنوز عظيمة، لأنها من الله عز وجل ولا يحيط بها أحد إلا الله، فهو كنز الكنوز في الواقع، لكن تدبره، لو أنك إذا مشيت من بيتك إلى المسجد أخذت آية من القرآن تتدبرها وتتأملها لحصلت خيرا كثيرا، ومع ذلك أيضا إذا فتح الله لك غررا من الآيات لا تعتمد على حفظك لها الآن، لأنك ربما تنساها، وكان الناس في الأول كل طالب علم معه مفكرة في جيبه، هي مفكرة ولا مذكرة؟ بالفاء ولا بالذال؟ تصلح لهذا وهذا؟ طيب، يجعلها في جيبه، ويتأمل القرآن مثلا، كلما فتح الله عليه شيئا قيدها بهذه المفكرة، فانتفع، لأن الإنسان في الحقيقة يكون له في وقت من الأوقات يفتح الله عليه معاني كثيرة من القرآن أو من السنة بالتأمل والتدبر، ثم يتكل على نفسه، يقول: هذا ماني بناسيها أبد، وإن نسيتها هي قريبة أتذكر وأرجع أو أسترجع ما عندي، لكن سرعان ما ينسى، ولهذا لو أن الإنسان استعمل هذا الشيء لحصل خيرا كثيرا، وكان بعض أهل العلم في رمضان وهو وقت تلاوة القرآن، يجعل معه دفترا خاصا، كلما قرأ شيئا واستوقفته آية من كتاب الله فيها معاني كثيرة أو ما أشبه ذلك قيدها بالدفتر، فلا يخرج رمضان إلا وقد حصل خيرا كثيرا من معاني القرآن الكريم، فلهذا ابن القيم رحمه الله حث على تدبر القرآن لمن أراد الهدى، وشيخه رحمه الله قال في العقيدة الواسطية: " من تدبر القرآن طالبا الهدى منه تبين له طريق الحق " نعم، اشترط شيخ الإسلام رحمه الله نعم شرطين: التدبر وطلب الهدى، لأنه ربما يتدبر ما قصد الهدى بس يشوف وش معاني القرآن فقط، ما تريد أن تهتدي به وتجعله نبراسا لك تسير عليه، فإذا تدبرته وأنت تريد الهدى منه تريد أن تجعل القرآن نبراسا لك تسير عليه تبين لك طريق الحق، ما يمكن يخفى عليك أبدا، إنما يخفى علينا إما من قصور علمنا أو تقصيرنا، أو أننا لا نريد الاهتداء به بمعنى أن نعلم الشيء ولا نعمل به، وهذه قاصمة الظهر، إذا علمنا الشيء ولم نعمل به مشكلة هذه، الجاهل خير منا، لأننا إذا علمنا الشيء قامت علينا الحجة، ولكن نسأل الله أن يعيننا كل يوم نتكلم بمثل هذا ولا ننظر شيئا، لكن على الإنسان أن يتقي الله ما استطاع، قرأنا اليوم كم يا عبدالله؟
الطالب : ثلاثة عشر.
الشيخ : ثلاثة عشر، لا بأس.
الطالب : ...
الشيخ : هاه نزود الآن؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : كيف؟
الطالب : الكيفية الكيفية
الشيخ : الكيفية وش فيها؟
الطالب : ...
الشيخ : هو المراد
الطالب : ...
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : ما معنى رمت؟
الشيخ : رمت قصدت.
الطالب : قصدت.
الشيخ : إيه نعم.
الطالب : يروم.
الشيخ : من رام يروم، بلوغ المرام.