بيان أن ما يضاف إلى الله تعالى وأنها قسمان حفظ
الشيخ : في هذا الفصل بين المؤلف رحمه الله الفرق بين ما يضاف إلى الله عز وجل من الأوصاف والأعيان، فبين رحمه الله أن ما يضاف إلى الله إما أن يكون عينا قائمة بنفسها، وإما أن يكون وصفا لا يقوم إلا بغيره، وهذا نوعان: إما أن يضاف إلى الله بالإضافة المعروفة، وإما أن يضاف إليه بمِن. فهنا الآن أول مضاف بمن، والثاني المضاف الإضافة المعروفة، وهذا المضاف بمن أو بالإضافة المعروفة، إما أن يكون عينا قائمة بنفسها، وإما أن يكون وصفا لا يقوم إلا بغيره، عرفتم؟ طيب، كل واحد من هذه له حكم، يقول:
" والله أخبر في الكتاب بأنه *** منه " أخبر الله في القرآن بأن القرآن منه، قال الله تعالى (( حم والكتاب المبين )) (( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) في هذا وهذا، وقال تعالى: (( تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته )) وهنا أضاف القرآن إليه بمن، والقرآن كلام، والكلام وصف المتكلم، إذن فيكون المضاف إلى الله بمن هنا مخلوقا أو غير مخلوق؟ يكون غير مخلوق لأنه صفة والصفة قائمة بالموصوف، والموصوف الرب عز وجل وهو الخالق، إذن فيكون القرآن؟ هاه؟ غير مخلوق صفة من صفاته.
قال: " ومجرور بمن نوعان
عين ووصف قائم بالعين *** "

المجرور بمن نوعان: عين ووصف قائم بالعين، الوصف القائم بالعين هذا وصف لله، والعين نفسها هذا خلق من مخلوقات الله، قال: " *** فالأعيان " يعني: الأعيان المضافة إلى الله بمن
" خلق الخالق الرحمن
والوصف بالمجرور قام لأنه *** أولى به "

الوصف يعني الوصف المجرور بأيش؟ بمن، قام بالمجرور، المجرور هو الضمير، فتقول مثلا القرآن نازل منه أي من الله، كذا؟ إذن قام بأيش بمَن؟ بالله عز وجل، فإذا كان قائما بالله وهو صفة لزم أن يكون غير مخلوق. لكن (( وسخركم لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه )) الذي في السماوات والأرض