تتمة بيان ما يضاف إلى الله تعالى وأنها قسمان أعيان وأوصاف حفظ
الشيخ : عين ووصف قائم بالعين، الوصف القائم بالعين هذا وصف لله، والعين نفسها هذا خلق من مخلوقات الله، قال:
" **** فالأعيان" يعني: الأعيان المضافة إلى الله بمن " خلق الخالق الرحمن
والوصف بالمجرور قام لأنه *** أولى به "

الوصف يعني الوصف المجرور بأيش؟ بمن، قام بالمجرور، المجرور هو الضمير، فتقول مثلا: القرآن نازل منه، أي: من الله، كذا؟ إذن قام بأيش بمن؟ بالله عز وجل، فإذا كان قائما بالله وهو صفة لزم أن يكون غير مخلوق. لكن (( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه )) الذي في السماوات والأرض أوصاف ولا أعيان؟ أعيان، إذن تكون مخلوقة ولا غير مخلوقة؟ مخلوقة، انتبهوا لهذه القاعدة، فالمجرور بمن المضاف إلى الله إن كان عينا قائمة بنفسها أجب؟ فهو مخلوق، ومثاله قوله تعالى (( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ))، وإن كان وصفا لا يقوم بنفسه بل بغيره فهو صفة من صفات الله غير مخلوق، مثل: (( تنزيل الكتاب من الله ))، طيب.
قال: " والوصف بالمجرور قام " قوله " بالمجرور " هذه متعلقة بقام، لا متعلقة بالوصف، يعني: الوصف إذا جر بمن فهو بالمجرور قام.
" لأنه *** أولى به في عرف كل لسان
ونظير ذا أيضا سواءً "
هذه حال، " ما *** يضاف إليه من صفة ومن أعيان "
نظير ذا المشار إليه ما هو؟ المجرور بمن، نظير ذا أي: نظير المجرور بمن، ما يضاف إلى الله من صفة ومن أعيان، " فإضافة الأوصاف ثابتة لمن قامت به كإرادة الرحمن "
إذا قلنا إرادة الله فالإرادة وصف، أضيفت إلى من؟ إلى الله، لما كانت وصفا فالوصف لا يقوم بنفسه لأنه ليس عينا، إذن يكون صفة لمن؟ صفة لله عز وجل، مخلوقا أو غير مخلوق؟ غير مخلوق، لأن صفات الخالق غير مخلوقة، ولهذا قال:
" فإضافة الاوصاف ثابتة لمن *** قامت به "، ثم أتى بمثال، فقال: " كإرادة الرحمن
وإضافة الأعيان ثابتة له *** ملكا وخلقا "

إضافة الأعيان إلى الله ثابتة لله ملكا وخلقا، يعني: هو الذي ملكها وخلقها.
" ما هما سيان " ما هما يعني الأوصاف والأعيان، ما هما سيان، ما الفرق؟ الأوصاف صفة الله، والأعيان خلق الله، وبينهما فرق عظيم، فما هما سيان.
" فانظر إلى بيت الإله وعلمه *** " بيت الإله قال الله تعالى (( وطهر بيتي للطائفين ))، وعلمه علم الله.
" *** لما أضيفا " إلى من؟ إلى الله، " كيف يفترقان "
يفترقان فرقا عظيما بيت الله مخلوق، بناه إبراهيم (( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل )) علم الله صفة من صفاته غير مخلوق، لأن الأول ... الله، والثاني وصف أضيف إلى الله، ومعلوم أن الوصف لا يقوم بنفسه بل لابد له من عين يقوم بها، قال:
" *** لما أضيفا كيف يفترقان "