بيان مراتب تعيين الشيء وأنها ترجع في الأصل إلى شيء واحد ومعنى قول الناظم: إن المعين ذو مراتب أربع..وذكر أوجه اتفاق ابن حزم بالأشاعرة وأوجه اختلافه عنهم مع اعتذار له. حفظ
الشيخ : ثم فصّل ابن القيم رحمه الله، قال:
" إن المعين ذو مراتب أربع *** عقلت فلا تخفى على إنسان
في العين ثم الذهن ثم *** اللفظ ثم الرسم "
الشيء المعين له أربع مراتب، الأول يقول:
" في العين " يعني: وجوده عينا، وهذا بالنسبة للكلام هو الذي يصدر من أول ناطق به، فمثلا أنا إذا قلت خطبة، فقد وجدت هذه الخطبة بأيش؟ بالعين، وجدت الآن سمعت قرئت، وتلوتها أنا، أوجدتها بالعين، هذا يسمى الوجود العيني، ثم بعد ذلك في الذهن، أنتم إذا سمعتم الخطبة انطبعت في أذهانكم، ثم بعد ذلك أيش؟ اللفظ تلفظون بها، ثم بعد ذلك الرسم، هذا بالنسبة للسامع، وكذلك هو بالنسبة للموجد للكلام، لكن الموجد للكلام يبدأ الكلام في الذهن أولا، ثم اللفظ، ثم الرسم، وهو إذا وجد في اللفظ وجد عينا لا ذهنا، ففي الحقيقة أن الوجود ونحن نتكلم الآن عن الكلام، الوجود عن الكلام، إن كان بالنسبة للمتكلم فالترتيب كما يلي، ما هو؟ الذهن، ثم اللفظ وبه تكون العين، ثم الرسم. بالنسبة لغيره أولا: العين أي وجوده من المتكلم، ثم انطباعه في الذهن، ثم نقله وإبلاغه باللفظ أو بالرسم. إذا تأملت الكلام وجدته لا يخرج عن هذه المراتب، لكن هذه المراتب هل تستلزم تعدد العين أو هي عين واحدة؟ هي عين واحدة، لكن لها مراتب، فابن حزم رحمه الله ظن أن هذه المراتب، أو ظن أن اختلاف هذه المراتب كاختلاف الأعيان، وأن كل مرتبة تجعل الشيء عينا مستقلة عن المرتبة التي قبلها، ولكن الصواب أن المراتب لا تخرج الواحد المعين عن كونه واحدا، لا تخرجه عن كونه واحدا، لكن يترتب وجوده، فبالنسبة للمتكلم نقول: الذهن، ثم اللفظ، ثم الرسم، واللفظ تكون به العين، يعني: عين الحروف اللي أتكلم بها هي عينها عين وجودها، طيب. بالنسبة للسامع هاه؟ تبدأ العين الذي أنطق بها، عين الكلام، ثم الذهن، ثم اللفظ والرسم، قد يلفظ فيعبر عن ما في ذهنه، وقد يرسم يكتب، فيكتب ما في ذهنه، القرآن الكريم تكلم الله عز وجل به، فهذا وجوده أيش؟ عينا ثم سمعه جبريل ونقله إلى محمد عليه الصلاة والسلام وبلغه محمد، هذا وجوده لفظا، ثم الناس الذين سمعوه أيضا حفظوه، فكان هذا وجودا ذهنيا، ثم تلوه فكان وجودا لفظيا أو رسموه في المصاحف فصار موجودا رسما. ولكن هذا الانتقال أو الأطوار التي تكون للكلام لا تستلزم أن يكون الكلام أيش؟ متعددا لا تستلزم، والإنسان قد يعجب إذا رأى مثل هذا الكلام من ابن حزم رحمه الله، لكن ابن حزم قد يقول قائل بالاعتذار عنه إنه يريد أن يبين ما هو المخلوق من هذا الشيء من غير المخلوق، فنقول: قوله: " آخر ثابت في الرسم " والذي في الصدور والذي يتلى، قوله إن هذه مخلوقة فيه نظر ظاهر، لأن المحفوظ في الصدور والمرسوم في المصحف، نعم، والذي يتلى المتلو باللسان ليس بمخلوق إلا على رأي من؟ إلا على رأي الأشاعرة، وهو قال: " والرابع المعنى القديم " الرابع المعنى القديم فهو رحمه الله ذهب مذهب الأشاعرة لكن خالفهم في بعض الوجوه، اتفق مع الأشاعرة في أن المعنى القديم قائم بالله غير مخلوق، وأن المحفوظ والمقروء والمرسوم مخلوق، وهذا تماما هو مذهب الأشاعرة، لكن الأشاعرة سبق أنهم يقولون: إن هناك قرآنان فقط، أو إن هناك قرآنين فقط، وهما: المعنى واللفظ، هو يقول إنها أربعة: المعنى القديم، واللفظ، والكتابة، والحفظ المحفوظ، ولكن نقول لابن حزم ولغير ابن حزم: المقروء غير مخلوق، والقراءة مخلوقة، الملفوظ به؟
الطالب : غير مخلوق.
الشيخ : واللفظ؟
الطالب : مخلوق.
الشيخ : مخلوق، المكتوب؟
الطالب : غير مخلوق.
الشيخ : والكتابة مخلوقة، هذا هو الصواب، وهذا هو الواقع، نعم.
" إن المعين ذو مراتب أربع *** عقلت فلا تخفى على إنسان
في العين ثم الذهن ثم *** اللفظ ثم الرسم "
الشيء المعين له أربع مراتب، الأول يقول:
" في العين " يعني: وجوده عينا، وهذا بالنسبة للكلام هو الذي يصدر من أول ناطق به، فمثلا أنا إذا قلت خطبة، فقد وجدت هذه الخطبة بأيش؟ بالعين، وجدت الآن سمعت قرئت، وتلوتها أنا، أوجدتها بالعين، هذا يسمى الوجود العيني، ثم بعد ذلك في الذهن، أنتم إذا سمعتم الخطبة انطبعت في أذهانكم، ثم بعد ذلك أيش؟ اللفظ تلفظون بها، ثم بعد ذلك الرسم، هذا بالنسبة للسامع، وكذلك هو بالنسبة للموجد للكلام، لكن الموجد للكلام يبدأ الكلام في الذهن أولا، ثم اللفظ، ثم الرسم، وهو إذا وجد في اللفظ وجد عينا لا ذهنا، ففي الحقيقة أن الوجود ونحن نتكلم الآن عن الكلام، الوجود عن الكلام، إن كان بالنسبة للمتكلم فالترتيب كما يلي، ما هو؟ الذهن، ثم اللفظ وبه تكون العين، ثم الرسم. بالنسبة لغيره أولا: العين أي وجوده من المتكلم، ثم انطباعه في الذهن، ثم نقله وإبلاغه باللفظ أو بالرسم. إذا تأملت الكلام وجدته لا يخرج عن هذه المراتب، لكن هذه المراتب هل تستلزم تعدد العين أو هي عين واحدة؟ هي عين واحدة، لكن لها مراتب، فابن حزم رحمه الله ظن أن هذه المراتب، أو ظن أن اختلاف هذه المراتب كاختلاف الأعيان، وأن كل مرتبة تجعل الشيء عينا مستقلة عن المرتبة التي قبلها، ولكن الصواب أن المراتب لا تخرج الواحد المعين عن كونه واحدا، لا تخرجه عن كونه واحدا، لكن يترتب وجوده، فبالنسبة للمتكلم نقول: الذهن، ثم اللفظ، ثم الرسم، واللفظ تكون به العين، يعني: عين الحروف اللي أتكلم بها هي عينها عين وجودها، طيب. بالنسبة للسامع هاه؟ تبدأ العين الذي أنطق بها، عين الكلام، ثم الذهن، ثم اللفظ والرسم، قد يلفظ فيعبر عن ما في ذهنه، وقد يرسم يكتب، فيكتب ما في ذهنه، القرآن الكريم تكلم الله عز وجل به، فهذا وجوده أيش؟ عينا ثم سمعه جبريل ونقله إلى محمد عليه الصلاة والسلام وبلغه محمد، هذا وجوده لفظا، ثم الناس الذين سمعوه أيضا حفظوه، فكان هذا وجودا ذهنيا، ثم تلوه فكان وجودا لفظيا أو رسموه في المصاحف فصار موجودا رسما. ولكن هذا الانتقال أو الأطوار التي تكون للكلام لا تستلزم أن يكون الكلام أيش؟ متعددا لا تستلزم، والإنسان قد يعجب إذا رأى مثل هذا الكلام من ابن حزم رحمه الله، لكن ابن حزم قد يقول قائل بالاعتذار عنه إنه يريد أن يبين ما هو المخلوق من هذا الشيء من غير المخلوق، فنقول: قوله: " آخر ثابت في الرسم " والذي في الصدور والذي يتلى، قوله إن هذه مخلوقة فيه نظر ظاهر، لأن المحفوظ في الصدور والمرسوم في المصحف، نعم، والذي يتلى المتلو باللسان ليس بمخلوق إلا على رأي من؟ إلا على رأي الأشاعرة، وهو قال: " والرابع المعنى القديم " الرابع المعنى القديم فهو رحمه الله ذهب مذهب الأشاعرة لكن خالفهم في بعض الوجوه، اتفق مع الأشاعرة في أن المعنى القديم قائم بالله غير مخلوق، وأن المحفوظ والمقروء والمرسوم مخلوق، وهذا تماما هو مذهب الأشاعرة، لكن الأشاعرة سبق أنهم يقولون: إن هناك قرآنان فقط، أو إن هناك قرآنين فقط، وهما: المعنى واللفظ، هو يقول إنها أربعة: المعنى القديم، واللفظ، والكتابة، والحفظ المحفوظ، ولكن نقول لابن حزم ولغير ابن حزم: المقروء غير مخلوق، والقراءة مخلوقة، الملفوظ به؟
الطالب : غير مخلوق.
الشيخ : واللفظ؟
الطالب : مخلوق.
الشيخ : مخلوق، المكتوب؟
الطالب : غير مخلوق.
الشيخ : والكتابة مخلوقة، هذا هو الصواب، وهذا هو الواقع، نعم.