بيان أن لفظ التلاوة يراد بها المتلو ويراد بها فعل التالي فإن أريد بها الأول فهو غير مخلوق وأن أريد بالثاني فهو مخلوق حفظ
الشيخ : المؤلف في هذه القطعة رحمه الله يقول: إن تلاوة القرآن في تعريفها باللام التلاوة، التلاوة هكذا يراد بها المتلو ويراد بها الفعل فعل التالي، إن أردت بها فعل التالي فهي مخلوقة، وإن أردت بها المتلو فهو غير مخلوق، هذه التلاوة المعرفة بأل.
أما إذا قيل تلاوة القرآن فهي غير ما أراده ابن القيم هنا، إذا قيل تلاوة القرآن فإنها تنقسم إلى قسمين من وجه آخر: يراد بتلاوته قراءته مثل قوله تعالى (( إن الذين يتلون كتاب الله )) (( يتلون آيات الله آناء الليل )) ويراد بتلاوته اتباعه، كما تقول تلا فلان فلانا، أي: تابعه، وأتى تاليا له.
فعندنا الآن تلاوة القرآن، وعندنا التلاوة، التلاوة لها معنيان: تلاوة بمعنى المتلو فهي مصدر بمعنى اسم المفعول، فيكون المراد بها أيش؟ القرآن وهو غير المخلوق، تلاوة بمعنى فعل التالي، وحينئذ تكون مخلوقة، لأن الإنسان وأفعاله مخلوق.
أما تلاوة القرآن بالإضافة وهي غير محلى بأل فيراد بها معنيان، المعنى الأول: قراءته قراءة القرآن، والمعنى الثاني: اتباع القرآن، نعم.
يقول رحمه الله:
" تلاوة القرآن في تعريفها *** باللام قد يعنى بها شيئان
يعنى به المتلو فهو كلامه *** هو غير مخلوق كذي الأكوان "

هو غير مخلوق كذي الأكوان هنا التمثيل في قوله: " كذي الأكوان " للمنفي ولا للنفي؟ للمنفي، لأن الأكوان مخلوقة، والقرآن غير مخلوق، فقوله: "غير مخلوق كذي الأكوان " هذا تمثيل للمخلوق يعني للمنفي لا للنفي.
" ويراد أفعال العباد كصوتهم *** " يراد بأيش؟ بالتلاوة أفعال العباد، " كصوتهم *** وأدائهم وكلاهما خلقان "
الصوت معروف ما يسمع، والأداء يعني حسن القراءة، هذا يقول كله مخلوق.
" هذا الذي نصت عليه أئمة *** الإسلام أهل العلم والعرفان "