معنى قول الناظم: عن فهمه كتقاصر الأفهام عن.. ورد الإمام أحمد قول لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق حفظ
الشيخ : قال " كتقاصر الأفهام عن *** قول الإمام الأعظم الشيباني "
من هو؟ أحمد بن حنبل رحمه الله.
" في اللفظ لما أن نفى الضدين عنه *** "
يعني قال: لا تقل مخلوق ولا غير مخلوق، الإمام أحمد رحمه الله قال: لا تقل لفظي بالقرآن مخلوق ولا تقل غير مخلوق، فنفى عنه الضدين، وقال: " من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع " إذن معناه أو مقتضى هذا الكلام هاه؟ ألا أقول مخلوق ولا غير مخلوق، لأنه مشكل، إن قلت مخلوق صرت جهميا، إن قلت غير مخلوق صرت مبتدعا، إذا أسكت لا أقول هذا وهذا، لا هذا ولا هذا، يقول:
" كتقاصر الأفهام عن *** قول الإمام الأعظم الشيباني
في اللفظ لما أن نفى الضدين عنه *** واهتدى للنفي ذو عرفان
فاللفظ يصلح مصدرا هو فعلنا *** "

يعني اللفظ قد يراد به المصدر الذي هو فعلنا، يعني: التلفظ.
" *** كتلفظ بتلاوة القرآن
وكذاك يصلح نفس ملفوظ به *** وهو القرآن "

وعلى هذا يكون اللفظ بمعنى الملفوظ به
" *** وهو القرآن فذان محتملان "
إذن أنت إذا قلت لفظي بالقرآن مخلوق قد يفهم السامع أنك تريد باللفظ اسم المفعول، وحينئذ يأخذ برأي من؟ الجهمية، لأن الجهمية يقولون الملفوظ به مخلوق، فهو محتمل لهذا المعنى الفاسد. محتمل لمعنى صحيح وهو تلفظي بالقرآن مخلوق، وهذا صحيح، لكن الإمام أحمد قال إنه بدعة، لأن السلف ما تكلموا به، ما في في كلام الصحابة ولا التابعين أن يقال لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق، فلهذا قال إنه بدعة، فلا تطلق لكن عند التفصيل أيش؟ عند التفصيل يزول الإشكال، فنقول للقائل: ماذا تريد بقولك لفظي بالقرآن مخلوق؟ قال: أريد ما ألفظ به، هاه؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، هذا ما هو صحيح، إذا قال: أريد بلفظي بالقرآن مخلوق ما ألفظ به فهو جهمي، ما نصححه، لأن معناه أنه أراد القرآن. وإن قال: أريد بلفظي بالقرآن مخلوق صوتي تلفظي بالشيء وحركاتي، نقول: قولك هذا صحيح ولكن لا تطلق، لأنك إذا أطلقت أوهمت معنى فاسدا، ولهذا منع الإمام أحمد من هذا ومن هذا، قال:
" فلذاك أنكر أحمد الإطلاق في *** نفي وإثبات بلا فرقان "
والله أعلم.