التعليق على الأبيات السابقة، والكلام على نصير الدين الطوسي من أتباع ابن سينا وعقيدتهم في الله وهو أنهم يصفون الله بالعدم ويقولون بالإتحادية بين الخالق والمخلوق والرد عليهم. حفظ
الشيخ : يقول رحمه الله في هذه المقطوعة إنه مضى على هذه المقالة أمة خلف ابن سينا واغتذوا بلبان، يعني: أن ابن سينا والعياذ بالله كان قائدا إلى النار، لأنه مضى على مقالته أمة، اغتذوا بلبان، وبئس اللبان فإنه لبان أنتن من لبان الحمير، لكن منهم نصير الكفر في أصحابه الناصرين لملة الشيطان، نصير الكفر هذا هو نصير الدين الطوسي الذي كان وزيرا لهولاكو ملك التتر الذي قتل الخليفة العباسي في بغداد، وقتل من العلماء أمما لا يحصيهم إلا الله، هذا الخبيث يسمى نصير الدين، ولكن ابن القيم وصفه بما هو أهله، فقال: نصير الكفر، وصدق رحمه الله، نصير الكفر على مذهب ابن سينا وأتباعه الناصرين لملة الشيطان لا لملة محمد صلى الله عليه وسلم.
" فاسأل بهم ذا خبرة تلقاهم *** أعداء كل موحد رباني "
ومن أهل الخبرة في مذهبهم ابن القيم، فإنه درس الملل والمحل والمذاهب وعرفها، كما درسها قبله شيخه ابن تيمية رحمهم الله جميعا.
" واسأل بهم ذا خبرة تلقاهم *** أعداء رسل الله والقرآن "
إذن هم أعداء التوحيد وأعداء الرسالة، أعداء التوحيد يؤخذ من قوله: " أعداء كل موحد " أعداء الرسل يؤخذ من قوله: " أعداء رسل الله ".
" صوفيهم عبد الوجود المطلق *** المعدوم عند العقل في الأعيان "
صوفيهم يعني الصوفي منهم مَن عبد الوجود المطلق، كيف عبد الوجود المطلق؟ لأنهم يرون أن الله عز وجل هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق، ومعنى الوجود المطلق بشرط الإطلاق أنه لا يمكن أن يوصف بصفة، لا تقول موجود ولا معدوم، لو قيل لهم: من إلهكم من ربكم؟ قالوا: ربنا لا موجود ولا معدوم، ولا حي ولا ميت، ولا عالم ولا جاهل، ولا سميع ولا بصير، نعم، ولا سميع ولا أصم، ولا بصير ولا أعمى، لا يمكن أن يوصف بصفة، طيب هذا يمكن أن يكون موجودا يمكن يكون رب؟ أبدا، ولا يمكن أن يوجد هذا إلا في الأذهان فقط، يعني الذهن قد يفرض ذاتا ليس لها صفات، أما الوجود في الخارج فلا، ولهذا قال: " عبد الوجود المطلق المعدوم ***عند العقل "
هذا معدوم يا جماعة، إذا قلنا: إن الرب المعبود لا موجود ولا معدوم، ولا حي ولا ميت، ولا سميع ولا أصم، ولا بصير ولا أعمى، ولا عالم ولا جاهل، وش يكون؟ عَدَم، هم يعبدون هذا، يعبدون من لا يوصف بسمع ولا بصر، ولا حياة ولا موت، ولا غير ذلك، بل ولا وجود ولا عدم، شف نسأل الله العافية، يعني لولا أنها مذاهب كتبت ونقلها الثقات لقلنا هذا لا يمكن أن يتصوره متصور، فضلا أن يجعله معتقده ويطمئن إليه إلى أن يلقى الله، لكن نسأل الله العافية، نعم.
" أو ملحد بالاتحاد يدين لا التوحيد *** "
يدين بالاتحاد لا التوحيد، فرق بين الاتحاد والتوحيد، التوحيد توحيد الخالق، والاتحاد جعل الخالق والمخلوق شيئا واحد، هذا هو هذا مذهبهم، يقولون: الخلق والمخلوق شيء واحد، مر علينا هذا ولا لأ؟ مر علينا، يقولون الخلق والمخلوق شيء واحد، فالله هو زيد وعمر وبكر وخالد، هو الجمل والناقة هو الدجاجة والديك هو الحمار والبغل، أعوذ بالله، ما أستطيع أن أتكلم، هذا الإله عندهم هذا هو الإله، يقول: لأن الخالق اتحد في المخلوق فصار شيئا واحدا، هؤلاء والله العظيم أكفر من النصارى، لأن النصارى لم يجعلوا اتحادا عاما، جعلوا اتحادا خاصا، ثم النصارى اتحاد في رسول أشرف جنس بني آدم، وذولي جعلوه في الكلاب والحمير وكل شيء، ولا نزهوه عن شيء أبدا، بل يقول زوجته هي الله، وهو الله، أعوذ بالله، هؤلاء عبدوا الكون، ما عندهم معبود، الكون عبدوا الكون كله، في جماعة يعبدون البقر، أيهم أحسن هم ولا هؤلاء؟ عباد البقر أحسن، البقر طيب وحلال، وذولي يعبدون الحمير والكلاب والخنزير، نعم، ولهذا يقول:
" أو ملحد عبد بالاتحاد يدين ذا التوحيد *** منسلخ من الأديان
معبوده موطوؤه "

أعوذ بالله، يعني زوجته اللي هو يطؤها هي معبوده، يطأ امرأة يقول هي ربه، نسأل الله العافية.
" فيه يرى *** وصف الجمال ومظهر الإحسان "
قال ابن القيم: " الله أكبر " الله أكبر هذه الكلمة مثل قولنا الله حسيبك، يعني: أنني أقابلك بكبرياء الله عز وجل وعظمته، كما تقول الله أكبر عليك، الله أكبر، ويحتمل أنه لا يريد هذا، يعني لا يريد التحسب عليهم، وإنما يريد تعظيم الله، وأنه أعظم مما وصفوه به.
" كم على ذا المذهب *** الملعون بين الناس من شيخان "
الله أكبر، كم هذه تكثيرية، يعني هذا المذهب المعلون وهو أدنى أوصافه أن يكون ملعونا كم عليه بين الناس من شيخان، شيخان جمع شيخ، طيب.
" يبغون منهم دعوة " يبغون أي الضمير هنا يعود على الناس، منهم يعود على الشيوخ الشيخان
" يبغون منهم دعوة ويقبلون *** أياديا منهم رجا الغفران "
الشيخان الفلاسفة الملاحدة الاتحادية، نعم، هؤلاء ينسبون أنفسهم أولياء ينسبون أنفسهم أولياء، وهالعامة الهمج الرعاع يأتون إليهم سيدي العارف بالله ولي الله وهات من الألفاظ يهيلون عليهم هالة من الألقاب، ويقول ابن القيم: " يبغون منهم دعوة " وما أبعد إجابة الدعوة لهؤلاء، يقول يا سيدي ادع الله لي، سيدي أنا ما يأتيني أولاد ادع الله لي، تجي المرأة سيدي لم أخطب وأنا بلغت ثلاثين سنة، ادع الله لي، نعم، وهات، وهو يدعو، ولكن وين تروح هواء (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ))، طيب.
" *** ويقبلون أياديا منهم رجا الغفران "
وربما يمد الشيخ يده من حين ما يقبل العامي، نعم، ليش لأجل؟ يقبلها والتعظيم وربما ينحنون له ويركعون ويسجدون، ولا يهمه هذا، قال ابن القيم:
" ولو أنهم عرفوا حقيقة أمرهم *** رجموهم لا شك بالصوان "
لو أنهم الضمير يعود على الناس، عرفوا حقيقة أمر مَن؟ الشيخان، رجموهم لا شك بالصوان، لو عرفوا أن هؤلاء القوم لا يعبدون أحدا ولا يعتقدون وجود رب إلا هذا الكون، رجموهم بالصوان، الصوان الحجر القوي وهو ما يعرف عندنا بالمرو تعرفونه؟ المرو حجر صلب، لو عرفوا كان واحد يقبل يده وواحد بالصوان، نعم، وهكذا، يأتونهم رجم، وهم مستحقون لذلك أو لا؟ والله مستحقون أكثر من هذا، أكثر من هذا، والعياذ بالله.