الرد على من قال إن الحوادث لا تقوم بالله والكلام حادث حفظ
الشيخ : يقولون:
" فلئن زعمتم أن ذلك ثابت *** في فعله كالخلق للأكوان
والفعل ليس بقائم بإلهنا *** "

يقولون هم:
" الفعل ليس بقائم بإلهنا *** إذ لا يكون محل ذي حدثان "
هم يقولون عندهم قاعدة: أن الحوادث لا تقوم بالله، كل شيء حادث لا يمكن أن يقوم بالله، وش معنى لا يمكن أن يقوم بالله؟ يعني لا يمكن أن يتصف به الله كل شيء حادث، والكلام عندهم حادث كما هو عند أهل السنة يتعلق بالمشيئة، الخلق حادث يتعلق بالمشيئة يخلق ما يشاء.
يقولون: الخلق لا يقوم بالله، الكلام لا يقوم بالله، الاستواء على العرش لا يقوم بالله، كل شيء يتضمن الحدوث فإنه لا يقوم بالله، لماذا؟ قالوا: لأن ما قام به الحادث فهو حادث، قاعدة: ما قام به الحادث فهو حادث، وش تقولون؟ صحيح؟ هذا غير صحيح، يقول: الحادث لا يمكن أن يقوم إلا بحادث، فإذا قلتم بقيام الحوادث بالله لزم أن يكون الله حادثا.
ولكن هذه قاعدة باطلة، باطلة من أصلها، الحوادث فعل المحدث، والفاعل لابد أن يتقدم على الفعل، والفعل لابد أن يتقدم على المفعول، أو على الأقل يكون مقارنا له، أما أن نقول: كل ما قام به حادث فهو حادث، فهذا ليس بصحيح، وعندنا أيضا دليل من أنفسنا، منا مخلوق منذ عشرين سنة، قام الآن، الساعة كم؟ هاه؟ سبع وربع، قام الساعة سبع وربع، هل يلزم أن يكون حادثا الساعة سبع وربع وهو منذ عشرين سنة؟ فصح أن الفاعل يسبق أيش؟ يسبق الفعل، وأنه لا يلزم من حدوث الفعل أن يكون الفاعل حادثا، هذا الإنسان قديم بالنسبة لفعله، له عشرون سنة، والفعل لم يحصل إلا في هذا الشهر شهر جمادى في عام ألف وأربعمئة وإحدى عشر، إذن ما يلزم من حدوث الشيء أن يكون ما حدث به الشيء حادثا، بل يتقدم عليه بزمان، فالله عز وجل تقوم به الحوادث بمعنى أنه يفعل ما يشاء فعلا متجددا حادثا بعد أن لم يكن، ومع ذلك هو بنفسه قديم أزلي، طيب. يقول:
" والفعل ليس بقائم بإلهنا *** إذ لا يكون محل ذي حدثان "
مَن هذا قوله؟
الطالب : الجهمية.
الشيخ : الجهمية.