معنى قول الناظم: هذا الذي قد خالف المعقول..وبيان أن الإنسان يقبل الحق ممن كان حفظ
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله:
" هذا الذي قد خالف المعقول *** والمنقول والفطرات للإنسان "
من اللي يقول هذا؟
الطالب : ...
الشيخ : لا، الجهمية يقولون: كيف تقولون كلامنا مخالف للمعقول والمنقول والفطرات واللغات؟ هذا اللي مخالف المعقول والمنقول والفطرات واللغات، هذا هو المخالف، وصدقوا في هذا، نحن مع الجهمية في أن هذا الذي ذهب إليه الأشاعرة لا يسمى كلاما، المعنى القائم بالنفس لا يسمى كلاما أبدا، انتبهوا، هل نوافق الجهمية؟
الطالب : في هذه المسألة نعم.
الشيخ : نعم، لأن الحق يجب أن يقبل ممن كان منه ممن قاله لو كان كافرا مشرك، قال الله تعالى: (( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها )) شيئان: وجدنا عليها آباءنا، الشيء الثاني؟
الطالب : الله أمرنا بها.
الشيخ : قال الله (( قل إن الله لا يأمر بالفحشاء )) فكذب قولهم (( والله أمرنا بها )) لأنه باطل، وأقرهم على قولهم (( وجدنا عليها آباءنا )) إذن الحق يقبل ولو من كافر، والباطل يرد ولو من مؤمن، صح؟ هذا هو العدل، فقول الجهمية للأشاعرة إن قولهم خالف المعقول والمنقول والفطرات للإنسان هو قول حق، فإن هذا الذي ذهبوا إليه غير معقول، ولا هو منقول، ولا الفطرة تهتدي إليه، ولا اللغات تقره.