(الكلام على ابن سينا وعقيدته في تسلسل العالم وله شبه بالمنافقين في عقيدته هذه) وأتى ابن سينا بعد ذاك مصانعا*** للمسلمين فقال بالإمكان لكنه الأزلي ليس بمحدث*** ما كان معدوما ولا هو فان حفظ
الشيخ : " وأتى ابن سينا بعد ذاك مصانعا *** للمسلمين "
مصانعا لهم، يعني: متقربا إليهم، لأن ابن سينا يدعي أنه مسلم، وإذا كان مسلما بدعواه فإنه لن يأتي بقول يناقض ما عليه المسلمون، فأتى بقول يصانعهم فيه، فقال:
" فقال بالإمكان " يعني: بإمكان حدوث هذا العالم، وأن العالم يمكن أن يكون حادثا، والفلاسفة الذين قبله أرسطو وأتباعه يقولون: إن العالم أيش؟ أزلي، لا يمكن أن يكون حادثا، أما ابن سينا فأتى، فقال:
" فقال بالإمكان
لكنه الأزلي ليس بمحدث *** ما كان معدوما ولا هو فان "

أيش الكلام هذا؟ يقول إنه ممكن أن يكون حادثا، لكنه أزلي، فما الفرق بينه وبين الفلاسفة؟ الفلاسفة يقولون يمتنع أن يكون حادثا، وهو يقول: يمكن لكن ليس بحادث، فالفرق بينه وبينهم أنه يقول يمكن أن يكون حادثا، وهم يقولون لا يمكن، المسلمون ماذا يقولون؟ يقولون يجب أن يكون حادثا، لأن كل ما سوى الله فهو حادث بعد أن كان عدما، فصار هذا الرجل كالمنافقين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، لا هو الذي قال بقول الفلاسفة بأن كونه حادثا ممكن، ولا بقول المسلمين بأن كونه حادثا أيش؟ واجب، بل قال يمكن، لكن مع ذلك هو أزلي ليس بمحدث. " ما كان معدوما " هذا التسلسل في الأول، " ولا هو فان " التسلسل في المستقبل.