خلاصة الكلام حول فعل الله وأنه فاعل وهذا يلزم منه التسلسل في الماضي والمستقبل حفظ
الشيخ : الخلاصة الآن خلاصة هذا الباب كله: أن مذهب أهل السنة والجماعة أن الله تعالى لم يزل ولا يزال فعالا، وهذا يستلزم التسلسل في الماضي كما يستلزم التسلسل في المستقبل. أما التسلسل في المستقبل فقد دل عليه القرآن والسنة دلالة صريحة، كل نص فيه أبدية النار وأبدية الجنة فهو دليل على أيش؟ التسلسل في المستقبل، يعني: أنه لا نهاية له، لا نهاية للجنة ونعيمها ولا نهاية للنار وجحيمها، وهذا في القرآن.
التسلسل في الماضي اشتبه على كثير من علماء السنة، فقالوا: لا يمكن التسلسل في الماضي، لأننا لو قلنا بجواز التسلسل في الماضي لو قلنا بذلك لزم أن تكون المخلوقات أزلية مقارنة للخالق، ومعلومٌ أن هذا مستحيل، ومن قال إن المخلوقات مقارنة للخالق وأزلية بأزليته كان كافرا مشركا، لكن شيخ الإسلام رحمه الله وجماعة من أهل العلم قالوا: نحن نقول بالإمكان، بل بوجوب أن الله لم يزل ولا يزال فعالا، ولكن من المعقول الذي يدركه كل عاقل أن المفعول نتيجة الفعل، وأن الفعل صفة الفاعل، إذن فالفاعل متقدم ولا لأ؟ متقدم، حتى لو قلنا بأزلية الحوادث فإن ذلك لا يلزم أن تكون مقارنة للواحد القهار، مقارنة لله، لأن الله فاعل ثم فعل ثم مفعول، إذن فالحوادث مقارنة لله في الوجود ولا لأ؟ غير مقارنة، فهذا المحذور الذي فررتم منه ليس بلازم، لكن لو قلنا: إن الله تعالى معطل عن الفعل أزلا ثم فعل، فهذا تحكم، تحكم من وجهين، الوجه الأول: أنه في الوقت الذي يكون معطلا في الفعل يكون ناقصا، حطوا بالكم من هذه، الوقت الذي يكون معطلا في الفعل يكون ناقصا. فإن قالوا: لا نقص، لأن الفعل يتبع الحكمة، فإذا اقتضت الحكمة ألا يفعل فلم يفعل صار ذلك كمالا أو نقصا؟ كمالا. فنقول: نعم أنتم إذا سلمتم هذا وقلتم بجواز التسلسل لعذرناكم، لكن أنتم تقولون بامتناع التسلسل، فيكون الفعل في الأول أيش؟ ممتنعا، ليس متأخرا لحكمة، يكون ممتنعا، فنقول: ما الذي جعله ممتنعا على الله ثم صار ممكنا؟ وإلى متى كان ممتنعا؟ ألف سنة؟ ألفين سنة؟ آلاف السنين؟ ثم صار ممكنا؟ من يقول؟ إن قلتم صار ألف سنة ثم صار حادثا. قلنا: أين الدليل؟ إن قلتم عشر سنوات ثم صار ممكنا، قلنا: أين الدليل؟ إن قلتم سنة ثم صار ممكنا، قلنا: أين الدليل؟ إن قلتم يوما ثم صار ممكنا، قلنا: أين دليل؟ إذن قولوا بأن الله لم يزل ولا يزال فعالا وأن تسلسل الحوادث في الماضي ممكن، بل هو من مقتضى كماله، وحينئذ لا يمكن أن تقولوا خطأ أو زللا، لأننا نقول بذلك نحن، ولكننا نحن وأنتم نعم أن المفعول أيش يقع بعد؟ الفعل، وأن الفعل وصف الفاعل فلابد أن يكون الموصوف متقدما، واضح؟
وهذا في الحقيقة لا إشكال فيه مع أنه لما برز شيخ الإسلام رحمه الله في تقريره ثارت عليه الدنيا، وقالوا: هذا مشرك أشرك بالله، جعل مع الله إلها ثانيا، وقامت عليه الدنيا، وقد قيل فيه قصائد، ذكرت في الطبعة الأولى من منهاج أهل السنة والجماعة، قصيدة طويلة فيها الرد على شيخ الإسلام في هذا الرأي، وفيها قصيدة أخرى معارضة لها مناقضة لها.
لكن على كل حال يعني إذا لم ندخل في هذه المعمعة فإن فطرنا تقتضي أن الله لم يزل ولا يزال فعالا، هذا واحد. عقولانا أيضا تقتضي بأننا لو قلنا بأزلية الحوادث فليست مقارنة لمن؟ للمحدث وهو الله عز وجل، ليست مقارنة، بل هي لابد أن تكون بعده، لابد أن تكون بعده، وحينئذ ننفصل عن القول بأننا إذا قلنا بأزلية الحوادث أثبتنا؟ هاه؟ أثبتنا مع الله غيره، أثبتنا ربين.
التسلسل في الماضي اشتبه على كثير من علماء السنة، فقالوا: لا يمكن التسلسل في الماضي، لأننا لو قلنا بجواز التسلسل في الماضي لو قلنا بذلك لزم أن تكون المخلوقات أزلية مقارنة للخالق، ومعلومٌ أن هذا مستحيل، ومن قال إن المخلوقات مقارنة للخالق وأزلية بأزليته كان كافرا مشركا، لكن شيخ الإسلام رحمه الله وجماعة من أهل العلم قالوا: نحن نقول بالإمكان، بل بوجوب أن الله لم يزل ولا يزال فعالا، ولكن من المعقول الذي يدركه كل عاقل أن المفعول نتيجة الفعل، وأن الفعل صفة الفاعل، إذن فالفاعل متقدم ولا لأ؟ متقدم، حتى لو قلنا بأزلية الحوادث فإن ذلك لا يلزم أن تكون مقارنة للواحد القهار، مقارنة لله، لأن الله فاعل ثم فعل ثم مفعول، إذن فالحوادث مقارنة لله في الوجود ولا لأ؟ غير مقارنة، فهذا المحذور الذي فررتم منه ليس بلازم، لكن لو قلنا: إن الله تعالى معطل عن الفعل أزلا ثم فعل، فهذا تحكم، تحكم من وجهين، الوجه الأول: أنه في الوقت الذي يكون معطلا في الفعل يكون ناقصا، حطوا بالكم من هذه، الوقت الذي يكون معطلا في الفعل يكون ناقصا. فإن قالوا: لا نقص، لأن الفعل يتبع الحكمة، فإذا اقتضت الحكمة ألا يفعل فلم يفعل صار ذلك كمالا أو نقصا؟ كمالا. فنقول: نعم أنتم إذا سلمتم هذا وقلتم بجواز التسلسل لعذرناكم، لكن أنتم تقولون بامتناع التسلسل، فيكون الفعل في الأول أيش؟ ممتنعا، ليس متأخرا لحكمة، يكون ممتنعا، فنقول: ما الذي جعله ممتنعا على الله ثم صار ممكنا؟ وإلى متى كان ممتنعا؟ ألف سنة؟ ألفين سنة؟ آلاف السنين؟ ثم صار ممكنا؟ من يقول؟ إن قلتم صار ألف سنة ثم صار حادثا. قلنا: أين الدليل؟ إن قلتم عشر سنوات ثم صار ممكنا، قلنا: أين الدليل؟ إن قلتم سنة ثم صار ممكنا، قلنا: أين الدليل؟ إن قلتم يوما ثم صار ممكنا، قلنا: أين دليل؟ إذن قولوا بأن الله لم يزل ولا يزال فعالا وأن تسلسل الحوادث في الماضي ممكن، بل هو من مقتضى كماله، وحينئذ لا يمكن أن تقولوا خطأ أو زللا، لأننا نقول بذلك نحن، ولكننا نحن وأنتم نعم أن المفعول أيش يقع بعد؟ الفعل، وأن الفعل وصف الفاعل فلابد أن يكون الموصوف متقدما، واضح؟
وهذا في الحقيقة لا إشكال فيه مع أنه لما برز شيخ الإسلام رحمه الله في تقريره ثارت عليه الدنيا، وقالوا: هذا مشرك أشرك بالله، جعل مع الله إلها ثانيا، وقامت عليه الدنيا، وقد قيل فيه قصائد، ذكرت في الطبعة الأولى من منهاج أهل السنة والجماعة، قصيدة طويلة فيها الرد على شيخ الإسلام في هذا الرأي، وفيها قصيدة أخرى معارضة لها مناقضة لها.
لكن على كل حال يعني إذا لم ندخل في هذه المعمعة فإن فطرنا تقتضي أن الله لم يزل ولا يزال فعالا، هذا واحد. عقولانا أيضا تقتضي بأننا لو قلنا بأزلية الحوادث فليست مقارنة لمن؟ للمحدث وهو الله عز وجل، ليست مقارنة، بل هي لابد أن تكون بعده، لابد أن تكون بعده، وحينئذ ننفصل عن القول بأننا إذا قلنا بأزلية الحوادث أثبتنا؟ هاه؟ أثبتنا مع الله غيره، أثبتنا ربين.