معنى قول الناظم: فلئن سألت وقلت ما هذا الذي***أداهم لخلاف ذا التبيان ولأي شيء لم يقولوا إنه*** سبحانه هو دائم الإحسان فاعلم بأن القوم لما أسسوا*** أصل الكلام عموا عن القرآن وعن الحديث ومقتضى المعقول بل*** عن فطرة الرحمن والبرهان وبنوا قواعدهم عليه فقادهم*** قسرا إلى التعطيل والبطلان حفظ
الشيخ : " فلئن سئلت "، " فلئن سئلت "، سألتَ بالفتح؟ الظاهر أن سألتَ أحسن.
" فلئن سألتَ وقلت ما هذا الذي *** أداهم لخلاف ذا التبيان
ولأي شيء لم يقولوا إنه *** سبحانه هو دائم الإحسان
فاعلم بأن القوم "

إذن الصواب: فلئن سألتَ، فلئن سألت يعني أيها المخاطب، وقلت: ما هذا الذي أداهم لخلاف ذا التبيان، الضمير في أداهم يعود على أهل الكلام ومنهم الأشاعرة.
" لخلاف ذا التبيان
ولأي شيء لم يقولوا إنه *** سبحانه هو دائم الإحسان
فاعلم بأن القوم "
، هذا الجواب:
" لما أسسوا *** أصل الكلام عموا عن القرآن "
نعم، لما صاروا يرجعون في عقائدهم إلى علم الكلام ويحكمون العقول التي ليست بعقول في الحقيقة، ولكنها تعقل الإنسان عن الوصول إلى الحقيقة، هي عقول لكن تعقل عن الوصول إلى الحقيقة، لما عموا عن القرآن وأصلوا هذا الكلام، وعن الحديث، يقول:
" عموا عن القرآن
وعن الحديث ومقتضى المعقول بل *** عن فطرة الرحمن والبرهان
وبنوا قواعدهم عليه فقادهم *** قسرا إلى التعطيل والبطلان "

هذا هو البلاء أنهم أسسوا عقائدهم على أيش؟ على الكلام، أسسوا علم الكلام وجعلوه هو الأصل الذي عليه المدار، يقول:
" قسرا إلى التعطيل والبطلان
نفي القيام لكل أمر حادث *** بالرب خوف تسلسل الأعيان "

نقول: كل أمر حادث فإنه لا يقيم بالرب، لأننا لو قلنا بقيامه بالرب لزم قدم الحوادث أو حدوث الواجب القدم، نقول: لو قلنا بأن الحوادث تقوم به لزم أحد أمرين: إما أن تكون هذه الحوادث لا أول لها، وإما أن يكون الله محلا للحوادث، وكل هذا عندهم ممتنع.
" فيسد ذاك عليهم في زعمهم *** إثبات صانع هذه الأكوان "
الظاهر نخلي الباقي لأنه مهم الدرس القادم، نعم.