معنى قول الناظم: نفي القيام لكل أمر حادث*** بالرب خوف تسلسل الأعيان فيسد ذاك عليهم في زعمهم*** إثبات صانع هذه الأكوان إذ أثبتوه بكون ذي الأجساد حا***دثة فلا تنفك عن حدثان فإذا تسلسلت الحوادث لم يكن*** لحدوثها إذ ذاك من برهان فلأجل ذا قالوا التسلسل باطل*** والجسم لا يخلو عن الحدثان فيصح حينئذ حدوث الجسم من*** هذا الدليل بواضح البرهان حفظ
الشيخ : " نفي القيام لكل أمر حادث *** بالرب خوف تسلسل الأعيان "
كل أمر حادث يقولون إنه لا يقوم بالرب، مثل: الاستواء على العرش، النزول إلى السماء الدنيا، المجيء للفصل بين العباد، الفرح بتوبة العبد إذا تاب، الضحك إلى رجلين يقتل أحدهما صاحبه كلاهما يدخل الجنة، وهكذا كل شيء حادث فهو ممنوع أن يقوم بالرب، مَن قال هذا؟ قال لأنه يلزم قيام الحوادث به، وما قامت به الحوادث فهو حادث، وهنا يقول:
" خوف تسلسل الأعيان
فيسد ذاك عليهم في زعمهم *** إثبات صانع هذه الأكوان
إذ أثبتوه بكون ذي الأجساد حا *** دثة فلا تنفك عن حدثان
فإذا تسلسلت الحوادث لم يكن *** لحدوثها إذ ذاك من برهان
فلأجل ذا "
إلى آخره.
يقولون: إننا لا نثبت قدم الرب إلا إذا أثبتنا حدوث الخلائق، حدوث الحوادث، وإلا فإننا لا نستطيع أن نثبت قدم الرب. فيقال: إن قدم الرب لا شك ثابت، فالله تعالى ليس قبله شيء، هو لم يلد ولم يولد، والحوادث كلها كائنة بعد أن لم؟ أن لم تكن، وإن تسلسلت في الأزل فإنها حادثة ولابد، قال:
" فلأجل ذا قالوا التسلسل باطل *** والجسم لا يخلو عن الحدثان "
هذا الجسم لا يخلو عن الحدثان هذا صحيح، لكن بالنسبة للرب العظيم لا يمكن أن نقول هذا، لأن الكلام على الجسم نفيا أو إثباتا بالنسبة لله ممنوع، فلا نقول إن الله جسم، ولا نقول إنه ليس بجسم، لكن نقول: إن الله عز وجل ذات علية ملك قدوس سلام عزيز حكيم، إلى آخر ما وصف الله به نفسه.