معنى قول الناظم: هذي نهايات لأقدام الورى*** في ذا المقام الضيق الأعطان فمن الذي يأتي بفتح بين*** ينجي الورى من غمرة الحيران فالله يجزيه الذي هو أهله*** من جنة المأوى مع الرضوان حفظ
الشيخ : " هذي نهايات لأقدام الورى *** في ذا المقام الضيق الأعطان "
شف وصف ابن القيم رحمه الله لهذا البحث بأنه مقام ضيق الأعطان، الأعطان جمع عطن، فإذا كان العطن ضيقا لزم من ذلك الضيق والانحسار والتعب.
" فمن الذي يأتي بفتح بين *** ينجي الورى من غمرة الحيران
فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان "

تحتمل هذه الأبيات الثلاثة أن ابن القيم رحمه الله بعد أن رجح ما رجح من تسلسل الحوادث في الماضي كأنه لم يطمئن إليها تلك الطمأنينة، ولهذا قال:
" من ذا الذي يأتي بفتح بين *** ينجي الورى من غمرة الحيران "
ويحتمل أنه يريد بذلك أن ما أتى به فهو صريح بين ينجي الورى من غمرة الحيران، فكلامه رحمه الله محتمل أن يكون بعد هذا البحث والمناقشة الطويلة صار عنده شيء من التردد كما يوجد الآن في طلبة العلم التردد في هذه المسألة، لا من طلبة العلم الصغار ولا من طلبة العلم الكبار. ويحتمل أنه يريد أنه أتى رحمه الله بفتح بين في هذه المسألة واضح كما يدل على ذلك تأييده للقول بجواز أو بإمكان تسلسل الحوادث في الماضي.
" فالله يجزيه الذي هو أهله *** من جنة المأوى مع الرضوان "
وهذا من إخلاص ابن القيم رحمه الله ونصحه أنه دعا لمن أتى للمسلمين بالفتح البين والدليل الواضح، لأن كل ناصح لله ولكتابه ولرسوله يحب أن يبين للخلق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق.