معنى قول الناظم: (ذكر دليل أهل التعطيل في نفي الفعل عن الله وأنها حادثة والحادث لا تقوم إلا بحادث) فاسمع إذا وافهم فذاك معطل*** ومشبه وهداك ذو الغفران هذا الدليل هو الذي أرداهم*** بل هد كل قواعد القرآن وهو الدليل الباطل المردود عنـ ***د أئمة التحقيق والعرفان ما زال أمر الناس معتدلا إلى*** أن دار في الأوراق والأذهان وتمكنت أجزاؤه بقلوبهم*** فأتت لوزمه إلى الإيمان رفعت قواعده ونحت أسه***فهوى البناء وخر للأركان حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
المؤلف رحمه الله ذكر في هذه المقطوعة أن هذا الدليل الذي استدلوا به على نفي قيام الأفعال بالله عز وجل، وهو: أن الأفعال حادثة والحادث لا يكون إلا بحادث، إذن فلا تقوم الأفعال به، قال رحمه الله: إن
" هذا الدليل هو الذي أرداهم *** بل هد كل قواعد القرآن "
فالقرآن مملوء بإثبات الأفعال لله عز وجل، ولو تدبرتموه لوجدتم فيه مئات الأدلة على إثبات الأفعال لله سبحانه وتعالى، وأن الله لم يزل ولا يزال فعالا، ولكن ابن القيم رحمه الله يقول: إن هذا الدليل باطل مردود عند أئمة التحقيق والعرفان، ويقول: إن الناس كانوا على الحق، وأمرهم معتدل، حتى دار هذا الدليل في الأوراق والأذهان فاضطرب الناس، وإلا فلو ترك الناس وفطرتهم لكان كل إنسان يعلم بفطرته أن الله لم يزل فعالا، وأنه لم يكن الفعل مستحيلا عليه في آن، ثم صار ممكنا بعد الاستحالة، هذا الفطرة لا تهتدي إليه، فلو ترك الناس وفطرتهم ما عدلوا عن الحق، لكن جاءت هذه العقول وأفسدت المنقول. يقول:
" تمكنت أجزاؤه بقلوبهم *** فأتت لوازمه إلى الإيمان "
ترفع قواعده وتنحي أساسه حتى خر للأركان.