(ذكر حديث النزول وأنه لا ينزل إلا من علو وذكر الأقوال في مسألة خلو الله من العرش حين نزوله وبيان الراجح) واذكر حديث نزوله نصف الدجى *** في ثلث ليل آخر أو ثان فنزول رب ليس فوق سمائه*** في العقل ممتنع وفي القرآن حفظ
الشيخ : هذان أيضاً حديثان ذكرهما المؤلف الأول حديث النزول إلى السماء الدنيا في نصف الليل والنزول عقلاً لا يكون إلا من أعلى لأنه لا يمكن أن يقال نزل إلا إذا كان عاليا يقول :
" واذكر حديث نزوله نصفَ الدجى " يعني نصف الليل
" في ثلث ليل آخر أو ثان
فنزول ربٍ ليس فوق سمائه *** في العقل ممتنع وفي القرآن "

نعم لا يمكن أن ينزل إلا من أعلى ولكن يجب أن نعلم أن نزول الله إلى السماء الدنيا لا يعني أنه يزول وصفه بالعلو فهو نازل عال عز وجل لأن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته ولكن هل يخلو منه العرش لأن الاستواء ليس صفة ذاتية أو لا يخلو منه العرش في هذا ثلاثة أقوال لأهل العلم فعندنا فقول يقول : يخلو منه العرش والقول الثاني يقول : لا يخلو منه العرش والثالث : التوقف
فلدينا مسألتان المسألة الأولى : هل إذا نزل ينتفي عنه العلو ؟ الجواب لا، لا يمكن لأن العلو صفة ذات والصفة الذاتية لازمة لا ينفك الله عنها هل يخلو منه العرش ؟ لأن الاستواء على العرش صفة فعل يفعلها متى شاء نقول في المسألة ثلاثة أقوال للعلماء فمنهم من قال نعم يخلو منه العرش ومنهم من قال : لا، وهذا الثاني اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه لا يخلو منه العرش والله على كل شيء قدير يكون نازلاً إلى السماء الدنيا وهو على عرشه لأن الله لا يُشبهه شيء ومنهم من قال بل نتوقف أو نسكُت والصواب عندي أننا نسكت ولا نتكلم بهذا إطلاقا لأن هذا لو كان التفصيل فيه خير لكان الصحابة أول من يسأل الرسول عليه الصلاة والسلام فالصواب أن نسكت عن هذا ونعرض عنه طيب يقول :
" واذكر حديث الصادق ابن رواحةِ *** في شأن جارية لدى الغشيان
فيه الشهادة أن عرش الله فو *** ق الماء خارج هذه "
.