ولأجله سل البغاة سيوفهم*** ظنا بأنهم ذوو إحسان (تعريف البغاة وحكم الخروج على الحاكم وضوابطه وأسبابه) حفظ
الشيخ : قال :
" ولأجله سلّ البغاة سيوفهم *** ظنا بأنهم ذوو إحسان "
البغاة الخارجون على الأئمة سلوا سيوفهم ظنوا أنهم محسنون فيأتي الإنسان يقول هذا الخليفة يشرب الخمر فيقول الثاني : الله أكبر إنه لكافر فيقول الثالث : جهّز السيف ويقول الرابع : انفروا خفافا وثقالا فيخرجون على الإمام بمثل هذا التأويل والإمام الذي يشرب الخمر والذي يزني والذي يعاقر النساء هل يكون كافرا ؟ أبدا لا يكون كافرا لكنه فاسق لا شك ولكنه لا يجوز أن يخرج عليه لأن النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا ، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله بُرهان ) شوف الشروط ثلاثة : تروا كفراً بواحا عندكم فيه من الله برهان فالظن لا يكفي حتى ترى بعينك كفرا بواحا صريحا، اللي فيه احتمال فيه كفر أو فسق لا يُبيح الخروج عليه بواحا بمقتضى ظنك أو بمقتضى الدليل الشرعي ؟
الطالب : الدليل الشرعي
الشيخ : الدليل الشرعي عندكم فيه من الله برهان قال العلماء : " البرهان هو الدليل القاطع " فالمسألة عظيمة جدا ثم الخروج أيضا مع تمام الشروط المجيزة له لا بد من شرط رابع وهو أنه يزول هذا الشيء بالخروج وإذا كان لا يزول بل يزيد حرُم الخروج لا لعدم وجود المبيح له ولكن لعدم الجدوى منه لو خرج عشرة من الناس بعد أن رأوا كفرا بواحا عندهم فيه من الله بُرهانا وخرج عشرة على الدولة على دولة كل واحد واحد معه سكين والثاني سيف والثالث مخلب والرابع عصا والخامس حجر وهكذا وقالوا نخرج على دولة عندها دبابات وقنابل وصواريخ ماذا يكون خروجهم ؟ يكون خروجُهم جنونا لا يحل لهم لا بشرع ولا بعقل فلا بد من تهيئة يكون بها زوال هذا المنكر الذي رأينا أنه كُفر بواح عندنا فيه من الله برهان أما أن يخرج طائفة ثم تطحن ثم يطحن من وراءها من هو خير فلا شك أن هذا سفه وضرر ولهذا أنكر الإمام أبو حنيفة رحمه الله مثل هذا وقال إنهم يخرجون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال نعم لكن ما يفعلون أكبر مما يخرجون من أجلِه فالحاصل أن التأويل هو كل بلية هو الذي جعل البغاة يخرجون على مَن ؟ على الأئمة حتى حصلت الشرور والفتن .
قال :
" ولأجله سلّ البغاة سيوفهم *** ظنا بأنهمُ ذوو إحسان "
ولكنهم والله ذوو إساءة على أنفسهم وعلى غيرهم .