(بيان عقيدة ابن سينا في الله وعلمه ورسله وفي البعث) وهو الذي جر ابن سينا والآلى*** قالوا مقالته على الكفران فتأولوا خلق السموات العلى*** وحدوثها بحقيقة الإمكان وتأولوا علم الإله وقوله*** وصفاته بالسلب والبطلان وتأولوا البعث الذي جاءت به*** رسل الإله لهذه الأبدان بفراقها لعناصر قد ركبت*** حتى تعود بسيطة الأركان حفظ
الشيخ : قال : " وهو الذي جرّ ابن سينا والآلى *** قالوا مقالته على الكفران "
ابن سينا والأُلى الذين قالوا مقالته على الكفران
" فتأولوا خلق السموات العلى *** وحدوثَها بحقيقة الإمكان "
نعم ، ابن سينا وشيعتُه من الفلاسفة قالوا إنه ليس هناك خالق ومخلوق وأن خلق السموات معناها إمكان حدوثها هذا معنى خلقها وأنها وُجدت ووجودها دليل على الإمكان أما أن يكون هناك خالق فلا وتأولوا الخلق بمعنى إمكان الحدوث
" وتأولوا عِلم الإله وقولَه *** وصفاته بالسلب والبطلان "
قالوا إن الله سبحانه ليس له صفة هي وجودية بل كل صفاته سلبية حتى قالوا لا يصح أن تقول بأن الله موجود هذا غير صحيح لأنه لا يجوز أن يُثبت لله صفة وجودية بل كل صفاته سلبية ومع هذا أيضا يقولون إنه تخييل لا حقيقة له لكن الرسُل جاؤوا بهذا التخييل من أجل أن يستقيم الناس على ما أريد منهم وإلا ما فيه رب ولا صفات رب ولا جنة ولا نار ولا يوم آخر وإنما الرسل صَورت هذا تصويرا قصصيا من أجل أن يستقيم الناس على ما طَلبت منهم الرسل
" وتأولوا البعث الذي جاءت به *** رسل الإله لهذه الأبدان
بفراقها لعناصرٍ قد ركبت *** حتى تعود بسيطة الأركان "

البعث الذي هو إخراج الناس من قبورهم لرب العالمين إحياءهم بعد الموت ، قالوا ليس هذا المراد بالبعث المراد بالبعث بعث الروح من عالم المادة إلى عالم الروح أي أنها تخرج من عناصر المادة من البدن إلى عالم الأرواح والحقيقة أن هذا تحريف ليس بعده تحريف لأننا إذا قلنا أن هذا هو البعث فحقيقته أن هذا هو الموت أن تفارق الروح البدن تفارق العنصر المادي إلى عنصر الأرواح الغيبي هذا ليس ببعث هذا حقيقتُه أنه الموت لكن بتحريفهم زعموا أن هذا هو البعث وأنكروا أن يكون هناك بعث للأبدان قالوا الأبدان تفنى وتذهب ولا يمكن أن تُبعث مرة أخرى .