معنى قول الناظم: وأتى إلى التعطيل من أبوابه*** لا من ظهور الدار والجدران وأتى به في قالب التنزيه والتـ***ـعظيم تلبيسا على العميان وأتى إلى وصف العلو فقال ذا التـ***ـجسيم ليس يليق بالرحمن فاللفظ قد أنشأه من تلقائه*** وكساه وصف الواحد المنان حفظ
الشيخ : " وأتى إلى التعطيل من أبوابه *** لا من ظهورِ الدار والجدران "
أتى إلى التعطيل من أبوابه من أجل أن يلج التعطيلَ ولوجا محكما لأن الذي يأتي الشيء من بابه يدخل دخولاً مُحكما أما الذي يأتي من ظهور البيوت يتسلقها تسلقا فهو يسقط ويموت ولا يصل إلى مُراده لكن هؤلاء أتوا إلى التعطيل من أبوابِه بما كَسَوه من هذه الحجَج الواهية الذي قال واصفها :
" حجج تهافت كالزجاج تخالها *** حقا وكل كاسر مكسور "
" وأتى به في قالب التنزيه والتـ *** ـعظيم تلبيسا على العميان "
قال مَثلاً حاش أن يكون الله تعالى فوق حاشا حاشا وكلا ليش ؟ قال لو أثبتنا أنه فوق أثبتنا أنه جسم وإذا أثبتنا أنه جسم أثبتنا أنه مماثل للمخلوق فحاشا ربُّنا أو حاشا ربِنا من مماثلة المخلوق لأن الله يقول : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) إذا سمعها العامي وأشباه العوام صدقوا وقال هذا هو الحق إن الله منزه ولهذا قال :
" وأتى به في قالب التنزيه والتـ *** ـعظيم تلبيسا على العُميان
وأتى إلى وصف العلو فقال ذا التـ *** ـجسيم ليس يليق بالرحمن
فاللفظ قد أنشاه من تلقائه *** وكساه وصف الواحد المنان "

اللفظ الذي هو التنزيه قد أنشاه من تلقائه ويجوز أن يكون المراد باللفظ التجسيم وأنه كساه وصف الواحد المنان من أجل أن يُرَتب على ذلك إنكار العلو .