(ضرب مثال في معاملة أهل البدع للقرآن وألفاظه) ككبير قوم جاء يشهد عند ذي *** حكم يريد دفاعه بلسان فيقول قدرك فوق ذا وشهادة*** لسواك تصلح فاذهبن بأمان وبوده لو كان شيء غير ذا *** لكن مخافة صاحب السلطان حفظ
الشيخ : " ككبير قوم "
اسمع المثال
" ككبير قوم جاء يشهد عند ذي *** حكم يريد دفاعه بلسان
فيقول "
الحاكم
" قدرك فوق ذا وشهادة *** لسواك تصلح فاذهبن بأمان "
هذا رجل كبير شيخ، جاء يشهد عند القاضي، والقاضي ما هو قابل شهادته، قال له: يا سيدي قدرك عندي أكبر من أن تأتي تشهد، الشهادة لغيرك، أنت شيخ كبير موقر محترم، ما تأتي تشهد عندي، الشهادة لغيرك، لكن روح، ما عندي لك اعتبار، هؤلاء نزلوا نصوص الكتاب والسنة كذلك، قالوا: القرآن عندنا محترم وعظيم والسنة كذلك، لكن الشهادة لغيرها، لمن؟ للعقول، وهذا مثل غريب، رحمه الله، يعني قل أن يتفطن الإنسان لمثل هذا المثل، أحيانا يأتي الإنسان بمثال يكون أبعد ما يكون عن الذهن في تصوره، ومن ذلك قول الشاعر:
" بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها *** وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه "
نعم، بليت بلى الأطلال، الأطلال يعني المساكن المهدمة لمعشوقته
" إن لم أقف بها *** وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه "
شحيح بخيل ضاع خاتمه في التراب، متى يروح؟ ما يروح أبد أبد لو يصل إلى الأرض السابعة ما راح، يدور على هالخاتم.
على كل حال أقول بعض الناس يكون عنده خيال واسع، فمن يعني يتخيل أن هؤلاء جعلوا نصوص الكتاب والسنة بمنزلة هذا الشيخ الكبير المعظم عند الحاكم الذي جاء يشهد قال له: والله سيدي أنت رجل كريم عندنا وعظيم ومحترم، وأنت أكبر من أن تشهد عندنا، قال له: لكن اذهب بأمان وندور الشهادة عند غيرك، نعم، فيقول:
" قدرك فوق ذا وشهادة *** لسواك تصلح فاذهبن بأمان
وبوده لو كان شيء غير ذا *** لكن مخافة صاحب السلطان "

بوده أنه كان الأمر فوق ذلك، وهذا محتمل أن يكون بوده يعني الحاكم الذي طرد هذا الشيخ، أو بوده هذا المحرف الذي حرف نصوص الكتاب والسنة، لو كان شيء غير ذا.