(مخاطبة ابن القيم لأهل التعطيل في مسبتهم لأهل الحديث) يا أمة غضب الإله عليهم*** ألأجل هذا تشتموا بهوان تبا لكم إذ تشتمون زوامل*** الإسلام حزب الله والقرآن وسببتموهم ثم لستم كفؤهم*** فرأوا مسبتكم من النقصان حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
يقول المؤلف رحمه الله تعالى:
" يا أمة غضب الله عليهم *** "
يخاطب أهل التعطيل الذين عطلوا الله عز وجل، ومنعوا كمال الله سبحانه وتعالى
" غضب الله عليهم " بسبب مجانبتهم لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل الحديث من بعدهم.
" *** ألأجل هذا تشتموا بهوان "
يعني: ألأجل أن خالفتم أهل السنة تشتموهم
" تبا لكم إذ تشتمون زوامل *** الإسلام حزب الله والقرآن "
زوامل جمع زاملة، وهي الناقة التي تحمل المتاع، أو الجمل الذي يحمل المتاع، والمراد أن هؤلاء أهل الحديث هم الذين يحملون السنة كما تحمل الإبل الزوامل أمتعة المسافرين.
" وسببتموهم ثم لستم كفؤهم *** "
يعني لستم مكافئين لهم، بل أنتم أحقر منهم وأدنى وأذل، ومع ذلك تسبونهم، ولكن العقلاء منهم أعرضوا عن سبكم، ولهذا قال:
" *** فرأوا مسبتكم من النقصان "
يعني: أنهم لم يتنزلوا وينزلوا بأنفسهم حتى يسبوكم، بل جانبوكم وتركوكم.