(بيان أن الوحي والفطرة والعقل لا يتعارض بعضها بعضا والكلام على كتاب درء العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية) بل فطرة الله التي فطروا على*** مضمونها والعقل مقبولان والوحي جاء مصدقا لهما فلا*** تلق العداوة ما هما حربان سلمان عند موفق ومصدق*** والله يشهد أنهما سلمان حفظ
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله: إن الفطرة التي فطر الناس عليها والعقل لا يمكن أن يتعارضا
" بل فطرة الله التي فطروا على *** مضمونها والعقل مقبولان
والوحي جاء مصدقا لهما فلا *** تلقى العداوة ما هما حربان "

عندنا ثلاثة أشياء: الفطرة والعقل الصريح والنقل الصحيح، هذه الثلاثة الأشياء لا يمكن أن تتعارض، إلا لآفة، فالفطرة ربما تعارض العقل الصريح لأنها فسدت، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )، فأما فطرة سليمة فإنه لا يمكن أن تعارض العقل. العقل هل يعارض النقل؟ لا، لا يمكن أبدا، العقل الصريح يعني السالم من الشبهات والشهوات لا يمكن أبدا أن يعارض النقل الصحيح، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كتاب سماه: " درأ تعارض العقل والنقل " واشتهر بين العلماء باسم العقل والنقل، وابن القيم مر علينا الثناء منه عليه، حتى قال فيه :
" وله كتاب العقل والنقل الذي *** ما في الوجود له نظير ثان "
إذن لا يمكن أن يتعارض العقل والنقل، ولكن كيف نعمل إذا تعارضا؟ يقول المؤلف رحمه:
" والوحي جاء مصدقا لهما فلا *** تلق العداوة ما هما حربان
سلمان عند موفق ومصدق *** والله يشهد أن هما سلمان "

لكن هما سلمان عند من؟ عند الموفق المصدق، أما المنكر فهو يدعي أن العقل يعارض النقل، والذي لم يوفق للجمع بينهما يظن أيضا تعارض العقل والنقل.