(بيان أن النصوص لا تتعارض بعضها بعضا والجواب عن تعارض الناسخ والمنسوخ، وما العمل إذا تعارض نصان ؟) ونصوصه ليست تعارض بعضها*** بعضا فسل عنها عليم زمان وإذا ظننت تعارضا فيها فذا*** من آفة الأفهام والأذهان أو أن يكون البعض ليس بثابت*** ما قاله المبعوث بالقرآن حفظ
الشيخ : ثم انتقل المؤلف رحمه الله إلى تعارض النصوص بعضها مع بعض، فقال:
" ونصوصه ليست تعارض بعضها *** بعضا فسل عنها عليم زمان "
أيضا النصوص لا يمكن أن تتعارض أبدا، ولاحظوا أن المراد بالتعارض هنا ليس التعارض بين النصوص في العموم والخصوص، فإن هذا وارد، لكن التعارض أن تتقابل من كل وجه بحيث لا يمكن أن يجتمع بعضها مع بعض، عرفتم؟ التعارض هو التقابل من كل وجه، هذا لا يمكن أن يوجد في النصوص أبدا.
فإن قال قائل: أليس قد ثبت النسخ فعارض الناسخ المنسوخ؟ فالجواب: بلى، لكن إذا ثبت النسخ فلا تعارض، لأن المنسوخ غير قائم، المنسوخ نسخ وذهب غير قائم، لكن كلامنا على النصوص التي ليست بمنسوخة، لا يمكن أن تتعارض أبدا، طيب. يقول:
" ونصوصه ليس تعارض بعضها *** بعضا فسل عنها عليم زمان
وإذا ظننت تعارضا فيها فذا *** من آفة الأفهام والأذهان
أو أن يكون البعض ليس بثابت *** ما قاله المبعوث في القرآن "

إذا رأيت تعارضا بين نصين سواء كان ذلك من نصوص القرآن أو من السنة فاعلم أن ذلك من قصور فهمك وذهنك وإلا فلا يمكن أن تتعارض، أو أن النص ليس بثابت، وهذا لا يكون إلا في تعارض السنة بعضها مع بعض التي تنسب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، نعم.