(بيان أن المعطل شبه أولا ثم عطل فاجتمع له وصف العدوان والتشبيه فكل معطل مشبه) وكذا المعطل شبه الرحمن بالـ***ـمعدوم فاجتمعت له الوصفان وكذاك شبه قوله بكلامنا*** حتى نفاه وذان تشبيهان وكذاك شبه وصفه بصفاتنا*** حتى نفاه عنه بالبهتان حفظ
الشيخ : " وكذا المعطل شبه الرحمن *** بالمعدوم فاجتمعت له الوصفان "
الوصفان: شبه الخالق بالمعدوم ولهذا عطله عن صفاته.
" فاجتمعت له الوصفان "
أي: وصف العدوان ووصف التشبيه، فقد اعتدى وشبه، اعتدى على أهل الحديث ووصفهم بهذه الأوصاف الشنيعة، وشبه.
" وكذاك شبه قوله بكلامنا حتى " هاه؟
الطالب : حتى نفاه.
الشيخ : " وكذاك شبه قوله بكلامنا *** حتى نفاه وذان تشبيهان "
شبه قوله بكلامنا، يعني: قال لو أثبتنا لله كلاما لزم أن يكون مشابها للمخلوق فنفى الكلام، فصار عنده تشبيهان: تشبيه كلام الله بكلامنا، ثم تشبيه الله بالأخرص الذي لا يتكلم.
" وكذاك شبه وصفه بصفاتنا *** حتى نفاها عنه بالبهتان "
أتدرون لماذا أنكر هؤلاء المعطلة لصفات الله؟ لأنهم تصوروا أن إثباتها يستلزم التشبيه، فلما تصوروا هذا قالوا: إذن يجب أن ننفيها لئلا نقع في التشبيه، فشبهوا أولا هاه؟ وعطلوا ثانيا، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتوى الحموية: " كل معطل ممثل، وكل ممثل معطل " كل معطل ممثل، وكل ممثل معطل، وصدق رحمه الله، فالمعطل ممثل، ليش؟ لأنه إنما عطل لاعتقاده أن إثبات الصفات يستلزم التمثيل، فمثل أولا في تصوره، ثم عطل ثانيا، ثم نقول: هو أيضا في تعطيله ممثل، لأنه إذا أنكر الصفات شبه الله بماذا؟ بالمعدومات، فمثل بالمعدوم. كل ممثل معطل واضح هذا، لأن الممثل عطل كل نص يدل على نفي المماثلة، فالممثل عطل قوله تعالى: (( ليس كمثله شيء )) كذا ولا لأ؟ الممثل عطل الله من كماله الواجب، لأن تمثيل الخالق بالمخلوق يجعله ناقصا، فيكون في هذه الحال معطلا لكمال صفات الله عز وجل.
فالحاصل أن المؤلف رحمه الله يقول: إن هؤلاء الذين شبهوا وصفه بصفاتنا حتى نفوها نفوا ذلك بالبهتان وهم في الحقيقة لم يسلموا من التمثيل.
" وأتى إلى وصف الرسول ربه *** سماه تشبيها فيا إخواني " سبحان الله! أتى إلى وصف الرسول لربه فقال إنه مشبه، الرسول صلى الله عليه وسلم مشبه، مشبه لله بخلقه، وهذا قد يقوله بعضهم، وقد لا يقوله ولكن يكون هذا من لازم قوله.
" بالله من أولى بهذا الاسم من *** هذا الخبيث المخبث الشيطان "
من أولى؟ هم أولى بذلك من أهل الحديث، نعم.