(بيان أن العلم يحتاج إلى أمرين وهو باب مفتوح لدخوله وباب مغلق لكي يبقى ولا يطير) هذي حسان عرائس زفت لكم*** ولدى المعطل هن غير حسان والعلم يدخل قلب كل موفق*** من غير بواب ولا استئذان ويرده المحروم من خذلانه*** لا تشقنا اللهم بالحرمان حفظ
الشيخ : " هذه حسان عرائس زفت لكم *** ولدى المعطل هن غير حسان "
ما فيه شك، الحسان عند أهل الإثبات غير حسان عند أهل التعطيل.
" والعلم يدخل قلب كل موفق *** من غير بواب ولا استئذان "
صدق رحمه الله، الموفق يدخل العلم قلبه من غير بواب ولا استئذان، لماذا؟ لأن القلب هو الذي يطلب العلم، فبمجرد ما يرد إليه العلم يقبله، لا يحتاج إلى بواب ولا إلى استئذان، واستمع إلى قول الله تعالى: (( ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم )) يحضرون مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام يعلمهم، ولكنهم لا يعون ولا يفهمون، إذا خرجوا قالوا ماذا قال آنفا، يحتمل أنهم يقولون ذلك على سبيل التحقير يعني أننا لا نبالي به، وش قال؟! ويحتمل أنهم يقولونها على سبيل الاستخبار لكن لم يصل العلم إلى قلوبهم لأنهم ليسوا أهلا للعلم، قال الله تعالى: (( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهوائهم )) نعوذ بالله. طيب، هؤلاء أيضا، ابن القيم رحمه الله يقول: إن
" العلم يدخل قلب كل موفق *** من غير بواب ولا استئذان "
هاه؟
الطالب : من غير أبواب.
الشيخ : عندي من غير بواب، البواب أحسن، من غير بواب، والأبواب الغالب ما تجعل الأبواب إلا لتمنع الدخول.
طيب، قد يكون عندنا في الحقيقة مشكلة دخول العلم، هذه واحدة، في مشكلة أخرى إذا دخل العلم من باب مفتوح عندنا يخرج من ذلك الباب المفتوح، ما ينغلق عليه الباب حتى يحفظه، ولذلك تجدنا نقرأ كثيرا ونحفظ، ولكن هاه؟ يطير يجد الباب والدريشة والسقف أيضا حتى السقف ما في سقف يمشي من كل جانب، وإن دخل لكن يمشي، فالشأن في الحقيقة العلم يحتاج إلى أمرين: إلى باب مفتوح لقبوله، وإلى باب مغلق لمنعه من الخروج، نسأل الله أن يوفقنا لهذا.
نعم، يقول:
" *** من غير بواب ولا استئذان
ويرده المحروم من خذلانه *** لا تشقنا اللهم بالحرمان "

آمين، المحروم نسأل الله العافية يرد العلم لأنه مخذول.