(بيان مسألة العذر بالجهل) و اشهد عليهم أنهم لا يكفرو***نكم بما قلتم من الكفران إذ أنتم أهل الجهالة عندهم*** لستم أولي كفر ولا إيمان لا تعرفون حقيقة الكفران بل*** لا تعرفون حقيقة الإيمان إلا إذا عاندتم ورددتم*** قول الرسول لأجل قول فلان فهناك أنتم أكفر الثقلين من*** إنس وجن ساكني النيران حفظ
الشيخ : " واشهد عليهم أنهم لا يكفرو *** نكم بما قلتم من الكفران "
يعني لا يقولون أنتم كفار، بما قلتم من الكفران وإن كان قولكم كفرا لكن لا يكفرونكم، لماذا؟ يقول:
" إذ أنتم أهل الجهالة عندهم *** لستم ذوي كفر ولا إيمان "
جهال ما تعرفون الكفر والإيمان، لذلك لا يقولون أنتم كفار، وإن كان ما قلتم كفرا. " إلا إذا عا " نعم.
" لا تعرفون حقيقة الكفران *** بل لا تعرفون حقيقة الإيمان "
جهال بهذا وهذا.
" إلا إذا عاندتم ورددتم *** قول الرسول لأجل قول فلان
فهناك أنتم أكفر الثقلين *** من إنس وجن ساكني النيران "

وهذه مسألة مسألة العذر بالجهل، هل يعذر الإنسان بالجهل في أصول الدين أو لا يعذر؟ الصواب أنه يعذر بالجهل في أصول الدين وفروعه، لأن الله سبحانه وتعالى قال: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) حتى يبعث رسولا لماذا؟ يعلم الناس، فإذا كان الإنسان جاهل ولا يعرف شيئا، فإننا لا نكفره بذنبه، إلا إذا كان ينتسب إلى الكفر فهو كافر، وحسابه في الآخرة على الله، يعني مثلا إنسان لم تبلغه الدعوة الإسلامية، لكنه عائش على النصرانية مثلا، ولا يعرف عن الإسلام شيئا، فهذا وإن كان جاهلا نعامله في الدنيا معاملة مَن؟ معاملة الكافر النصراني، في الآخرة حسابه على الله كأهل الفترة.
أما إذا كان ينتسب للإسلام، ويقول: إنه مسلم لكن يفعل ما هو كفر جاهلا أنه كفر، ولم يخبره أحد بأنه كفر، فهذا لا نكفره، لماذا؟ للجهل، لكن إذا عاند ورد قول الرسول لقول فلان حينئذ قامت عليه الحجة، فلو أخبرناه قلنا هذا كفر لأنه سجود لغير الله والسجود لغير الله كفر، فقال: لا، لا أقبل هذا لأن الشيخ الفلاني يشاهدني أفعل هذا ولا يقول لي شيئا، فأنا أتبع شيخي. قلنا له: إن سب أبي بكر وعمر كفر، قال: لا، ما أقبل، لأن شيخي الفلاني يقول سب أبي بكر وعمر قربة، طيب هذا يكفر أو لا؟ يكفر، هذا يكفر، لأنه بلغه الحق.