(بيان النوع الرابع من التركيب وبيان بطلان هذا التركيب) والسادس التركيب من ماهية*** ووجودها ما ها هنا شيئان إلا إذا اختلف اعتبارهما فذا*** في الذهن والثاني ففي الأعيان فهناك يعقل كون ذا غيرا لذا*** فعلى اعتبارهما هما غيران أما إذا اتحدا اعتبارا كان نفس ***وجودها هو ذاتها لا ثان حفظ
الشيخ : " والسادس التركيبُ من ماهيةٍ *** ووجودِها ما هاهنا شيئان "
التركيب من الماهية والوجود هذا أيضا يسمى تركيبا ولكنه عند التأمل ليس بتركيب ماهية الشيء هو ما يُسأل عنه بـ ما فتقول ما هو الجواب إنسان مثلاً، هذا الماهية يقول وجود الماهية شيء والماهية شيء آخر ، وجود الماهية شيء والماهية نفسها شيء آخر فإذا قلت ماهية ووجود ماهية صار إيش؟ صار مركبا، صار مركبا من الماهية ووجودِها ولكن هل هذا صحيح لا يمكن أن يكون ماهية إلا بوجود ووجود ماهية بلا وجود إنما هو في الذهن لا في الخارج لأنه قد يتصور الإنسان إنسانية بلا إنسان كالتي يسمونها الكليات لكن حقيقة الأمر هل يمكن يوجد إنسان بلا وجود أبدا لا يمكن فلهذا يقول المؤلف :
" والسادس التركيب من ماهية *** ووجودها "
وجود الماهية ماهية ووجود ماهية قال : " ما ها هنا شيئان "
هذا رد لهذا التركيب يقول إن هذا التركيب لا يمكن أن يُسمى تركيبا لأنه ليس هناك فرق بين الماهية ووجود الماهية
" إلا إذا اختلف اعتبارهُما فذا *** في الذهن والثاني ففي الأعيان
فهناك يُعقل كون ذا غيراً لذا *** فعلى اعتبارِهما هما غيران "

يعني يقول رحمه الله : إن الماهية هي وجود الشيء إلا إذا اختلف الاعتبار بحيث يقال إن الذهن قد يفرض وجود ماهية بلا وجود كأن يفرض الذهن إنسان لكن بلا وجود إنسان هذا ممكن ممكن أن نقول إن الماهية الذهنية غير الماهية الخارجية أما الماهية الخارجية فإن وجودها هو وجودها في الحقيقة فليس هناك تركيب قال:
" فهناك يعقل كون ذا غيراً لذا *** فعلى اعتبارهما هما غيران
أما إذا اتحدا اعتبارا كان"
إيش ؟
الطالب : نفس وجودها
الشيخ : " أما إذا اتحدا اعتبارا كان نفس *** وجودها هو ذاتها لا ثان "
صحيح هذا أمر واضح لأن الأول تركيب ذات وصفات صفات غير الوجود لكن هنا تركيب الذات والوجود ماهية الشي ووجود الشي نقول لا يمكن يوجد ماهية بلا وجود أبداً صحيح يوجد مثلا ذات بلا سمع وبلا بصر لكن ذات بلا وجود هذا شيء غير موجود لا يوجد إلا إذا إيش؟ قدرتها اعتبارا بالذهن وقلت يمكن أن يتصور الإنسان ماهيةً بلا وجود أما في الخارج فلا يوجد ماهية إلا بوجود ولهذا قال: " أما إذا اتحدا اعتبارا" وش معنى اعتبارا؟ يعني باعتبار الخارج فهنا " كان نفس *** وجودِها هو ذاتَها "