القراءة من قول الناظم: قام الدليل على استناد الكـون أجمعه..إلى آخر الفصل حفظ
القارئ : " قام الدليل على استناد الكـون أجـ *** ـمعه إلى خلاقه الرحمن
ما قام قطٌ على انتفاء صفاته *** وعلوه من فوق ذي الأكوان
هو واحد في وصفِه وعلوه *** ما للورى رب سواه ثان
فلأي معنى تجحدون علوه *** وصفاته بالفشر والهذيان
هذا وما المحذور إلا أن يقا *** ل مع الإله لنا إله ثان
أو أن يُعطل عن صفات كمالِه *** هذان محذوران محظوران
أما إذا ما قيل رب واحدٌ *** أوصافه أربت على الحسبان
وهو القديم فلم يزل بصفاتِه *** مُتوحدا بل دائم الإحسان
فبأي برهان نفيتم ذا وقلـ *** ـتم ليس هذا قط في الإمكان
فلئن زعمتم أنه نقص فذا *** بهت فما "

بُهتٌ؟
الشيخ : إي نعم بَهتٌ
القارئ : " فلئن زعمتم أنه نقص فذا *** بَهت فما في ذاك من نقصان
النقص في أمرين سلب كماله *** أو شِركة بالواحد الرحمن
أتكون أوصاف الكمال نقيصة *** في أي عقل ذاك أم قرآن
إن الكمال بكثرة الأوصاف لا *** في سلبها ذا واضحُ البرهان
ما النقص غير السلب حسب وكل نقـ *** ـص أصله سلب وهذا واضح التبيان
فالجهل سلب العلم وهو نقيصةٌ *** والظلم سلب العدل والإحسان
منتقص الرحمن سالب وصفِه *** حقا تعالى الله عن نقصان
وكذا الثناء عليه ذكر صفاته *** والحمد والتمجيد كل أوان
ولذاك أعلم خلقه أدراهمُ *** بصفاته من جاء بالقرآن
وله صفات ليس يحصيها سوا *** ه من ملائكةٍ ولا إنسان
ولذاك يثني في القيامة ساجدا *** لما يراه المصطفى بعِيان
بثناء حمد لم يكن في هذه الدنيـ *** ـا ليُحيصيه مدى الأزمان
وثناؤه بصفاته لا بالسلو *** ب كما يقال العادم العرفان "

الشيخ : يقول
القارئ : " وثناؤه بصفاته لا بالسلو *** ب كما يقول العادم العرفان
والعقل دل على انتهاء الكون *** أجمعه إلى رب عظيم الشان
وثبوت أوصاف الكمال لذاته *** لا "
..
الشيخ : ثبوتُ
القارئ : " وثبوتُ أوصاف الكمال لذاتِه *** لا يقتضي إبطال ذا البرهان
والكون يشهد أن خالقه تعا *** لى ذو الكمال ودائم السلطان
وكذاك يشهد أنه سبحانه *** فوقَ الوجود وفوق كل مكان
وكذلك يشهد أنه سبحانه المـ *** ـعبود لا شيء من الأكوان
وكذاك يشهد أنه سبحانه *** ذو حِكمة في غاية الإتقان "

الشيخ : ذو قدرة ... عليها
الطالب : حي عليم
الشيخ : نعم حي عليم دائم الإحسان ...
القارئ : " وكذاك يشهد أنه ذو قدرةٍ *** حيٌ عليم دائم الإحسان
وكذاك يشهد أنه الفعال حـ *** ـقاً كل يوم ربنا في شان
وكذاك يشهد أنه المختار في *** أفعالِه حقاً بلا نكران
وكذاك يشهد أنه الحي الذي *** ما للمات عليه من سلطان
وكذاك يشهد أنه القيوم قا *** م بنفسِه ومقيم ذي الأكوان
وكذاك يشهد أنه ذو رحمة *** وإرادة ومحبة وحنان
وكذاك يشهد أنه سبحانه *** متكلم بالوحي والقرآن
وكذاك يشهد أنه سبحانه الـ *** ـخلاق باعث هذه الأبدان
لا تجعلوه شاهدا بالزور والتـ *** ـعطيل تلك شهادة البطلان
وإذا تأملت الوجود رأيته *** إن لم تكن من زمرة العميان
بشهادة الإثبات حقا قائما *** لله لا بشهادة النكران
وكذاك رسل الله شاهدة به *** أيضا فسل عنهم عليم زمان
وكذاك كتب الله شاهدة به *** أيضا فهذا محكم القرآن
وكذلك الفِطَر التي ما غيرت *** عن أصل خلقتها بأمر ثان
وكذا العقول المستنيرات التي *** فيها مصابيح الهدى الرباني
أترون أنا تاركو ذا كله *** لشهادة الجهمي واليوناني
هذي الشهود فإن طلبتم شاهدا *** من غيرها سيقوم بعدَ زمان
إذ ينجلي هذا الغُبار فيظهر الـ *** ـحق المبين مشاهداً بعيان
فإذا نفيتم وقلتم إنه *** ملزوم تركيبٍ فمن يلحاني
إن قلت لا عقلٌ ولا سمع لكم *** وصرختُ فيما بينكم بأذان
هل يجعل الملزوم عين الازم الـ *** ـمنفي هذا بيّن البطلان
فالشيء ليس لنفسه ينفى لدى *** عقل سليم يا ذوي العرفان
قلتم نفينا وصفه وعلوه *** من خشية التركيب والإمكان
لو كان موصوفا لكان مركباً *** فالوصف والتركيب متحدان
أو كان فوق العرش كان مُركبا *** فالفوق والتركيب متفقان
فنفيتم التركيب بالتركيب مع *** تغيير إحدى اللفظتين بثان
بل صورة البرهان أصبح شكلها *** شكلا عقيما ليس ذا برهان
لو كان موصوفا لكان كذاك مو *** صوفا وهذا حاصل البرهان
فإذا جعلتم لفظة التركيب بالـ *** ـمعنى الصحيح أمارة البُطلان
جئنا إلى المعنى فخلصناه منـ *** ـها واطّرحناها اطراح مهان
هي لفظةٌ مقبوحةٌ بدعيةٌ *** مذمومة منا بكل لسان
واللفظ بالتوحيد نجعله مكا *** ن اللفظ بالتركيب بالتبيان
واللفظ بالتوحيد أولى بالصفا *** ت وبالعلو لمن له أذنان
هذا هو التوحيد عند الرُّسْلِ لا *** أصحاب جهم شيعة الكفران "