(الكلام على صفة الله الجمال والحكمة من جمع الناظم بين صفتي الجلال والجمال) وهو الجميل على الحقيقة كيف لا*** وجمال سائر هذه الأكوان من بعض آثار الجميل فربها*** أولى وأجدر عند ذي العرفان حفظ
الشيخ : " وهو الجميل على الحقيقة " إلى آخره .
هذا أيضا من أسماء الله الجميل والمؤلف رحمه الله جمع بينهما لأن الإيمان بجماله عز وجل يستلزم الطلب والإيمان بجلاله يستلزم الهرب، يستلزم الهرب من معاصيه والجمال يستلزم الطلب بمراضيه يقول : " وهو الجميل على الحقيقة "
وقد دل على هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام ( إن الله جميل يحب الجمال )
" كيف " يعني كيف لا يكون جميلا " *** وجمال سائر هذه الأكوان
من بعض آثار الجميل فربها *** أولى وأجدر عند ذي العرفان "

لأنه يقال مُعطي الكمال أولى بالكمال فجمال هذه الأكوان كلها من آثار جمال الله عز وجل فإذن كيف يعطي الجميل من لا يكون جميلا فهو عز وجل جميل ولكن جماله ليس كجمال المخلوقين بل هو أعظم شيء لا يدور بالخيال ولا يمكن أن يدركه الفكر ولهذا تجد أنعم ما يكون لأهل الجنة أن ينظروا إلى وجه الله عز وجل هذا يفوق النعيم الذي كانوا فيه وهم في نعيم قال الله تعالى عنه : (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم منقرة أعين )) وقال في الحديث القدسي: ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر )