التعليق على قول الناظم: وهو الغفور فلو أتي بقرابها *** من غير شرك بل من العصيان لأتاه بالغفران ملء قرابها *** سبحانه هو واسع الغفران وكذلك التواب من أوصافه *** والتوب في أوصافه نوعان إذن بتوبة عبده وقبولها *** بعد الممات بمنة المنان حفظ
الشيخ : هذان اسمان من أسماء الله الغفور وهو المتجاوز عن سيئات عباده مع سترها لأن المغفرة هي التجاوز عن الذنب مع الستر فلو أتي بقراب الأرض خطايا من غير شِرك فإنه يلاقي ذلك بالمغفرة كما جاء ذلك في الحديث القدسي ( يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة هذي قرابها يعني مِلأها أو ما يقارب ملأها
" لاقه بالغفران ملء قُرابها *** سبحانه هو واسع الغفران "
وهذا الاسم العظيم المتضمن لهذا المعنى الجليل ينبغي للإنسان أن يعلق به قلبَه وأن يُكثر من الاستغفار أن يكثر الاستغفار حتى يتحقق له ما دل عليه هذا الاسم الكريم ، الاسم الثاني قال : " وكذلك التواب من أوصافه "
وليت المؤلف قال من أسمائه لأن التواب لا شك أنه من اسماء الله قال الله تعالى : (( وأنا التواب الرحيم ))
" وكذلك التواب من أوصافِه " يعني مما تضمن من أوصاف التوبة وإلا فهو اسم
" والتوب في أوصافه نوعان "
" إذن بتوبة عبده وقبولُها *** بعد المتاب بمنة المنان "
رحمه الله التوبة نوعان النوع الأول الإذن بتوبة العبد يعني بذلك توفيق العبد للتوبة والإذن في كلام المؤلف هنا المراد به الإذن القدري الإذن القدري يعني يأذن سبحانه وتعالى قدراً بأن يتوب العبد فيتوب، ثم يَمُن عليه مرة ثانية بقبول التوبة ودليل ذلك قوله تعالى : (( ثم تاب عليهم ليتوبوا )) (( إن الله هو التواب الرحيم )) تاب عليهم توبةً سابقة ولا لاحقة ؟
الطالب : سابقة
الشيخ : تأملوا
الطالب : سابقة
الشيخ : تأملوا
الطالب : سابقة
الشيخ : وش الدليل ؟
الطالب : ليتوبوا
الشيخ : لأنه قال: ((ليتوبوا)) إذن فالتوبة (( ثم تاب عليهم ليتوبوا )) يعني أذِن لهم قَدَرا بالتوبة فوفقهم لها ليتوبوا إليه فيقبل منهم التوبة قال الله تعالى : (( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات )) فتوبة الله عز وجل إذن تنقسم في كتاب الله إلى قسمين توبة سابقة وتوبة لاحقة توبة سابقة وهي توفيقُه العبد ليتوب ، والثانية لاحقة وذلك بقبولها نعم ...