(إنكار أهل التعطيل لرؤية الله بنفس الحجة وبيان القاعدة السنية أن كل ما يضاف إلى الله فهو نفسه ومن أمثلته نزول الله إلى سماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير من الليل) وكذاك إن قلنا يرى سبحانه*** قلتم أجسم كي يرى بعيان أم كان ذا جهة تعالى ربنا*** عن ذا فليس يراه من إنسان حفظ
الشيخ : " وكذاك إن قلنا يرى سبحانه *** قلتم أجسم كي يرى بعيان "
أجسم هذا الاستفهام للإنكار يعني هل هو جسم حتى يرى وإذا كان كذلك نفوا نفوا ايش؟ نفوا الرؤية.
" أما إذا قلنـا له وجه كما *** في النص أو قلنا كذاك يدان
وكذاك إن قلنا كما في النص إن *** القلب بين أصابع الرحمن
وكذاك إن قلنا الأصابع فوقها *** كل العوالم وهي ذو رجفان
وكذاك إن قلنا يداه لأرضه *** وسمائه في الحشر قابضتان
وكذاك إن قلنا سيكشف ساقه *** فيخر ذاك الجمع للأذقان
وكذاك إن قلنا ... "
الى اخره .
ذكر المؤلف عدة صفات النزول إلى السماء الدنيا ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة وغيره أنه ينزل إلى السماء الدنيا ينزل هو نفسه عز وجل إلى السماء الدنيا. واعلم أن القاعدة المستقرة أن كل شيء يضاف إلى الله فهو يعني نفسه هذا الأصل كل ما أضيف إلى الله فهو إليه نفسه كما قرر ذلك ابن القيم في مختصر الصواعق وهو ظاهر اللفظ فما أضافه الله لنفسه فهو لنفسه هذا هو الأصل إلا أن يمنع المانع فإذا جاء في الحديث : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) كان المراد بالنزول ايش؟ نزول الله نفسه لكن أهل التحريف أبوا إلا أن يقولوا ينزل ربنا أي أمره ينزل ربنا يعني ينزل أمره والرد عليهم أن نقول :
أمر الله ينزل إلى الأرض وإلى السماوات في كل وقت قال الله تعالى : (( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يرجع إليه )).
قالوا : الذي ينزل رحمته قلنا هذا كالاول الرحمة تنزل كل وقت ولا تنتهي بالسماء تنتهي بالأرض ونزول رحمة إلى السماء الدنيا لا فائدة لنا منه.
قالوا : ينزل ملك من ملائكته ينزل ملك من ملائكته قلنا : الملك لا يمكن أن يقول من يدعوني فاستجيب له لأنه لو قال الملك هذا الكلام لكان كفرا حيث جعل الملك نفسه إلها مجيبا إذن يتعين أن الذي ينزل هو الله ولكن هل نقول : بكيفية معينة بنزوله لا هذا حرام هل نقول إذا نزل صارت السماء الدنيا فوقه؟ لا لأن الله له العلو المطلق فهو ينزل وإن كان في العلو.
فإذا قال قائل : هذا غير معقول قلنا هو غير معقول بالنسبة للمخلوق أما بالنسبة للخالق فإنه لا يحاط بصفاته والواجب علينا أن نقول ينزل و هو فوق كل شيء طيب.