(بيان نهي السلف عن علم الكلام) وفتحتم بابين من يفتحهما*** تفتح عليه مواهب الشيطان باب الكلام وقد نهيتم عنه والـ*** ـباب الحريق فمنطق اليونان حفظ
الشيخ : " وفتحتم بابين من يفتحهما *** تفتح عليه مواهب الشيطان "
بئس المواهب ما هو البابان؟ قال :
" باب الكلام وقد نهيتم عنه والـ *** ـباب الحريق فمنطق اليونان "
هذان البابان فتحوا على أنفسهم باب الكلام والكلام كما قلت كما سبق هو إثبات العقائد بالعقول المبنية على المجادلات والمناظرات ولهذا سموا أهل الكلام لماذا؟ لكثرة كلامهم وثرثرتهم وخوضهم في أمور لا تعنيهم في أمور يصدق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم ( هلك المتنطعون ) ولو أنهم أخذوا العقيدة من أبوابها بسهولتها ويسرها وعدم التنطع فيها لكان أسلم لهم.
الباب الثاني باب؟ المنطق الفلسفة المتلقاة من اليونان. فهم فتحوا علينا بابين : باب الكلام وباب المنطق وأغلقوا بابين : باب الكتاب والسنة.
قال وقول المؤلف : " وقد نهيتم عنه "
من الذي نهاهم؟ السلف نهوا عن علم الكلام وحذروا منه حتى إن الشافعي رحمه الله قال : " حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والأسواق ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام ". هذا حكمه. حكم الشافعي رحمه الله في أهل الكلام وهذا حكم صارم حكم صارم يدل على شدة نهيهم رحمهم الله ورضي عنهم عن علم الكلام ثم إنه يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون ) فمثلا الصجابة رضي الله عنهم لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ) سلموا واستلسموا وآمنوا. أهل الكلام ماذا قالوا؟ كيف ينزل وهو على العرش؟ كيف ينزل والسماوات ليست بشيء بالنسبة له هي كالخردلة في يد أحدنا؟ كيف يكون هذا؟ فأوردوا وشككوا وسدوا على أنفسهم باب اليقين. ولو أنهم سلموا كما سلم الصحابة لسلموا لو سلموا لسلموا لكنهم والعياذ بالله تنطعوا فهلكوا.
قال : " فدخلتم دارين دار الجهل في الد *** نيا ودار الخزي في النيران "
لما فتحوا بابين باب الكلام والمنطق دخلوا دارين : الدار الأولى دار الجهل في الدنيا لأن أهل الكلام وأهل المنطق أجهل الناس بالله نسأل الله العافية وأعلم الناس بالله من اتبع الكتاب والسنة.
" وطعمتم لونين لون الشك والتـ *** ـشكيك الشك والتـ *** ـشكيك بعد فبئست اللونان "
طعموا لون الشك والتشكيك ، الشك في أنفسهم والتشكيك لغيرهم ولهذا تجد كتبهم كلها مملوءة بالتشكيك الناتج عن شكهم تجد.