خلاصة الكلام فيما سبق في هذا الفصل حفظ
الشيخ : بسم الله يقول المؤلف رحمه الله مبينا ما عليه أهل التعطيل من المذاهب أو من الأقوال المخالفة لقول السلف ذكر ما سبق من نفي علو الله عز وجل وكلامه و بين أن هذا يستلزم الاستراحة استراحة المعطل من الله عز وجل ومن الرسول ومن الدين ومن الشريعة بل من جملة الأديان. وذكر أيضا أنه يضاف إلى هذه الأقوال الباطلة القول بأن الإيمان هو الإقرار بالله مجرد الإقرار. وهذا مذهب الجهمية الذين يقولون إن الإنسان إذا أقر بالله فهو مؤمن كامل الإيمان وأن الإيمان لا يمكن أن ينقص لأن الإيمان هو الاعتراف والاعتراف لا يختلف وهذا يقول :
" فإذا أقر به وعطل كل مفروض *** ولم يتوق من عصيان
لم ينقص الإيمان حبة خردل *** أنى وليس بقابل النقصان "

فيقولون : إن أقوم الناس بدين الله وأقواهم طاعة له مثل من لا يقوم بالطاعة رجل يقوم آناء الليل والنهار بطاعة الله ويتجنب المعاصي وآخر بالعكس يقوم بالمعاصي آناء الليل والنهار ويتجنب الطاعات لكنهما مقران بأن الله سبحانه وتعالى موجود. يقولون : إن إيمانهما سواء فإيمان أفسق الناس كإيمان أعدل الناس نعم
و أيضا من أقوالهم السيئة الباطلة قولهم إن النبوة ليست وصفا قائما بالإنسان وإنما هي تعلق المعنى القديم بواحد من الناس والمعنى القديم هو الكلام كلام الله يعني أن النبي من تعلق به كلام الله الذي هو المعنى القديم وهم لا يثبتون أن كلام الله بحروف ينزل بها جبريل على هذا النبي ويكون نبيا لا. يقولون : إن الرسول هو الذي تعلق به المعنى النفسي ومع ذلك يقولون هذا التعلق ليس ثابتا في الخارج بل هو في الذهن فقط وليس موجودا حقيقة في الخارج إنما هو شيء يفرضه الذهن.