ثم انثنى بدعائه متوجها*** لله نحو البيت ذي الأركان (تنبيه لم يذكر ابن القيم السلام على أبي بكر وعمر وإن كان مشروعا وبيان فضل أبي بكر وعمر، وبيان قول ابن القيم أنه يشرع الدعاء بعد السلام على رسول الله وذكر الخلاف فيه وترجيح ابن عثيمين ) حفظ
الشيخ : " ثم انثنى بدعائه متوجها *** لله نحو البيت ذي الأركان "
يعني بعد أن يسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم ينثني يعني يتقدم ويتجه إلى مكة إلى الكعبة فيدعو الله عز وجل أفادنا المؤلف رحمه الله أن الزيارة النبوية على الوصف الذي ذكره يسلم على النبي عليه الصلاة والسلام ولم يذكر رحمه الله السلام على أبي بكر وعمر نعم لكنه بصدد الرد على هؤلاء الغلاة الذين يغلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتكلم على السلام على أبي بكر وعمر وإلا فإن من المشروع أن تسلم على أبي بكر وعمر كما كان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل ولهما أي أبي بكر وعمر من التوقير ما يليق بحالهما فهما خليفتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما وزيراه وهما الذين دائما يكونان معه إذا ذهب وإذا رجع ودائما يقول هو نفسه عليه الصلاة والسلام : ( خرجت أنا وأبو بكر وعمر رجعت أنا وأبو بكر وعمر ) وهكذا يطريهما دائما معه ولهذا اختار الله عز وجل بعلمه وقدرته أن يكونا إلى جنبه في قبره حتى إذا كانا يوم القيامة خرج الثلاثة جميعا من مكان واحد كما كانوا في الدنيا جميعا يذهبون ويجيئون فإنهم في الآخرة كذلك اللهم احشرنا معهم يا رب العالمين نعم
يقول بعد هذا بعد الزيارة تتجه القبلة وتدعو الله عز وجل تدعو الله بما شئت ما فيه دعاء معين هكذا قال المؤلف رحمه الله ولكن بعض أهل العلم عارض في هذا وقال إنه لم يثبت أن هذا المكان مكان دعاء وأن الإنسان إذا سلم ينصرف كما كان عبد الله بن عمر يفعل ولا يقوم يدعو الله إذا أراد أن يدعو الله يدعوه وهو يصلي في صلاته أو بعدها أو بين الأذان والإقامة على حسب ما جاءت به السنة أما أن يجعل ما حول قبر الرسول مكانا للدعاء فهذا فيه نظر وأنا إلى هذا القول أميل مني إلى قول ابن القيم رحمه الله وغيره من أهل العلم أن الإنسان لا يقف هنا للدعاء يسلم ثم ينصرف وللدعاء مكان آخر نعم .