(الكلام على تقدير الذهن وأنها داخلة في العموم وبيان القاعدة لا يدخل الاحتمالات العقلية في الدلالات النقلية) فهناك تصبح في غنى وكفاية*** عن كل ذي رأي وذي حسبان ومقدرات الذهن لم يضمن لنا***تبيانها بالنص والقرآن حفظ
الشيخ : " فهناك تصبح في غنى وكفاية *** عن كل ذي رأي وذي حسبان "
هناك يعني إذا أخذت بالأصل أن الأصل الإباحة وكذلك أيضا أضفت عموم اللفظ والمعنى تستغني بهذا عن كل ذي رأي و ذي حسبان
" ومقدرات الذهن لم يضمن لنا *** تبيانها بالنص والقرآن "
مقدرات الذهن يعني ما تقدرها الأذهان الأذهان تقدر أشياء طويلة عريضة عويصة نعم هل هذا مضمون لنا تبيانها بالقرآن لا لأن من الأمور المقدرات بالعقل ما يكون الشرع ساكتا عنه فتدخل في العمومات تدخل في العمومات ولهذا قال ابن حجر وغيره من العلماء : " إنه لا ينبغي أن نورد الاحتمالات العقلية في الدلالات اللفظية " لأنك لو أردت الاحتمالات العقلية ما استقام لك دليل قط كل دليل يمكن أن تورد عليه احتمالا عقليا وحينئذ تضيع فوائد الأدلة اللفظية ولا شك أننا لو ذهبنا نقدر كما يوجد بعض الناس الآن نسأل الله ولهم الهداية إذا جئت بالدليل قال يحتمل كذا يحتمل كذا خذ بظاهره أما تقول يحتمل كذا يقول لك الثاني ويحتمل كذا وإذا قلنا يحتمل كذا ويحتمل كذا ويش تكون الدلالة ؟ تبطل لا لي ولا لك لأنك إذا قلت يحتمل كذا وأنا أقول يحتمل كذا والثالث يقول يحتمل كذا فبأي شيء نستدل خذ اللفظ على ظاهره كما أخذه الصحابة رضي الله عنه واستغنوا عن التكلف والتنطع ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام كلمة حقيقة انها تشهد لصدق الرسول عليه الصلاة والسلام ما له من الآيات الكثيرة الدالة على صدقه قال إيش ؟ ( هلك المتنطعون ) هلك المتنطع هالك لم يصل إلى حياة والآخذ للأمور على ظاهرها ويتقبلها كما يتقبلها الصحابة هذا هو الذي على الحق ولهذا أقول لكم إن أهل التنطع لا تجد نور الإيمان في قلوبهم إلا أن يشاء الله لماذا ؟ لأن قلوبهم تكون دائما قلقة تورد الإيرادات والشبهات ولا تبقى منقادة لو أنك أمعنت النظر لكنت تحكم على أن قلوب العامة أصفى من قلوب كثير من طلبة العلم لأنهم يأخذون الأمور على ظاهرها قبولا وتسليما تاما بدون إيراد احتمالات ولهذا أحذر نفسي وإياكم من هذا الطريق طريق الاحتمالات هذه اتركوها خذوا الأمور على ظاهرها والحمد لله أنتم لم تخاطبوا إلا بالظواهر والاحتمالات التي توجب التشكك والتشكيك هذه أبعدوها عن أنفسكم حتى تسلموا ولهذا قال :
" ومقدرات الذهن لم يضمن لنا *** تبيانها بالنص والقرآن " .