(بيان أهل العناد وأنهم كفر من وجهين جحد الحق وتكفير أهل الحق وأن أهل الجهل قسمان فمن كان متمكنا للعلم فهذا ولم يتعلم فاسق وفي كفرهم قولان) وذوو العناد فأهل كفر ظاهر*** والجاهلون فإنهم نوعان متمكنون من الهدى والعلم بالـ***أسباب ذات اليسر والإمكان لكن إلى أرض الجهالة أخلدوا*** واستسهلوا التقليد كالعميان لم يبذلوا المقدور في إدراكهم*** للحق تهوينا بهذا الشان فهم الألى لا شك في تفسيقهم*** والكفر فيه عندنا قولان حفظ
الشيخ : يقول :
" وذوو العناد فأهل كفر ظاهر " المعاندون لا شك أنهم كفار لأنهم تبين لهم الحق ولكن خالفوه وكفروا من قال به فهم كفار من وجهين الوجه الأول مخالفة الحق والوجه الثاني : تكفير من قال بالحق وهذا عدوان وظلم بلا شك
" والجاهلون فإنهم نوعان " الجاهلون العامة نوعان
" متمكنون من الهدى والعلم بالـ *** أسباب ذات اليسر والإمكان
لكن إلى أرض الجهالة أخلدوا *** واستسهلوا التقليد كالعميان
لم يبذلوا المقدور في إدراكهم *** للحق تهوينا بهذا الشان
فهم الألى لا شك في تفسيقهم "
فهم الألى يعني الذين لا شك في تفسيقهم استمع يقول : الجاهلون نوعان النوع الأول من تمكنوا من الهدى والعلم يعني أناس يمكنهم أن يطلبوا العلم وأن يبحثوا ويسألوا ولكنهم تهاونوا وقول المؤلف بالأسباب ذات اليسر والإمكان يعني أن أسباب الوصول إلى العلم ميسرة قال الله تعالى : (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )) ما فيه صعوبة لو أرادوا الحق ولكن لم يريدوه استسهلوا لكن إلى أرض الجهالة أخلدوا يعني أخلدوا أي مالوا إلى أرض الجهالة واستسهلوا التقليد كالعميان قالوا ما لنا وللناس نقلد مشايخنا ولا نسأل ولا نبحث إذن عندهم تفريط والا لا ؟ عندهم تفريط لأنهم متمكنون من طلب العلم والأسباب متيسرة لكن أخلدوا إلى الجهل واستسهلوا التقليد قالوا نقلد فلان ونحن في ذمته يقول :
" لم يبذلوا المقدور في إدراكهم *** للحق " يعني ما بذلوا الذي يقدرون عليه ليدركوا الحق " تهوينا بهذا الشان "
فهؤلاء يقول المؤلف رحمه الله :
" فهم الألى لا شك في تفسيقهم " يعني لا شك أن هؤلاء فسقة إذن العوام الذين في بلد البدع الآن أو في بلد الشرك أي في بلد فيه شرك وهم مسلمون العوام هؤلاء على كلام ابن القيم فسقة فسقة لأنهم يمكنهم طلب العلم ولكنهم أخلدوا إلى الجهل واستسهلوا التقليد وقالوا ما لنا وللبحث الشيخ الفلاني يقول هذا جائز والشيخ الفلاني على هذا الطريق والشيخ الفلاني يرانا ولم ينهنا لسنا بملزومين اترك هؤلاء هؤلاء متشددون هؤلاء متزمتون هؤلاء فيهم كذا وهؤلاء فيهم كذا لسنا ملزومين بهم هؤلاء يقول ابن القيم : " لا شك في تفسيقهم " أنهم فسقة
" والكفر فيه عندنا قولان " يعني فيه قولان هل يكفرون أو لا فمن قال إن هؤلاء كالذين قال الله فيهم : (( إنا وجدنا آباءنا على أمة )) يرى أنهم كفار والذي يقول هؤلاء جهال يظنون أن علماءهم أعلم من الآخرين يقول هؤلاء عندهم عذر فهم فسقة وعلى هذا نأخذ الاتفاق على أن هؤلاء لا يوصفون بالعدالة صح لا يوصفون بالعدالة لأن حالهم دائرة بين الفسق والكفر أما أن يكونوا عدولا فلا .