(بيان أن أهل الكلام أشد الناس شكا عند الموت وذكر أقوالهم) ويقول قد كثرت على الطرق لا ***أدري الطريق الأعظم السلطاني بل كلها طرق مخوفات بها الـ***آفات حاصلة بلا حسبان فالوقف غايته وآخر أمره*** من غير شك منه في الرحمن أو دينه وكتابه ورسوله*** ولقائه وقيامة الأبدان حفظ
الشيخ : قال: "ويقول قد كثرت عليّ الطرق لا *** أدري الطريق الأعظم السلطان "
ما هو الطريق الأعظم السلطان؟ الكتاب والسنة، طريق الأئمة وأهل الهدى.
" بل كلها طرق مخوفات بها *** الآفات حاصلة بلا حسبان
فالوقف غايته "

الوقف غايته، مثل أهل الكلام يقولون إن أكثر الناس شكا عند الموت هم أهل الكلام، حيارى، حتى أئمتهم يصرحون بالحيرة، يقول: " نهاية أقدام العقول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا "

" لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات (( الرحمن على العرش استوى )) (( إليه يصعد الكلم الطيب )) وأقرأ في النفي (( ولا يحيطون به علما ))، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " هذا يقوله إمام من أئمتهم وهو فخر الدين الرازي، وهذا إقرار منه بأن جميع البحث في علم الكلام كله هدر لا يفيد. وقال بعضهم: " لقد خضت البحر الخضم " يعني فلم أجد شيئا يشفيني " وها أنا أموت على عقيدة أمي " على عقيدة أمي، عقيدة أمه أنها لم تبحث في علم الكلام، على الفطرة، فهؤلاء أهل شك وحيرة لأنهم لم يأتوا البيوت من أبوابها.
" فالوقف غايته وآخر أمره *** من غير شك منه في الرحمن
أو دينه وكتابه ورسوله *** ولقائه وقيامة الأبدان "

يعني ليس عنده شك في الله أو في الدين أو في الكتاب أو في الرسول أو في القيامة، لكنه متحير، نسأل الله العافية.