(ضرب مثال لأهل البدع في ردهم للنصوص وقبولهم لرأي الرجال) حتى إذا رأي الرجال أتاكم*** فاسمع لما يوحى بلا برهان مثل الخفافيش التي إن جاءها*** ضوء النهار ففي كوى الحيطان عميت عن الشمس المنيرة لا تطيـ***ـق هداية فيها إلى الطيران حتى إذا ما الليل جاء ظلامه*** جالت بظلمته بكل مكان حفظ
الشيخ : " حتى إذا رأي الرجال أتاكم *** فاسمع لما يوحى بلا برهان "
يعني: إذا جاءت الآراء فإنكم تسمعون لها بدون أي دليل، الأدلة من الكتاب والسنة ترد، وآراء الرجال التي لا دليل لها تقبل.
" عميت عن الشمس "
نعم.
" مثل الخفافيش التي إن جاءها *** ضوء النهار ففي كوى الحيطان "
الخفافيش نوع من الطيور، لكنه طير بلا ريش، جناحه عبارة عن لحم متصل بعضه ببعض، ولا يأتي إلا في الظلام، لا يأتي في النهار أبدا، ولا يأتي في الليل المدلهم، يأتي في أول الليل وفي آخر الليل، ويسمى عندنا هاه؟ السهاء، ولا أدري وش يسمى عن المصريين يا حجاج؟
الطالب : خفاش.
الشيخ : خفاش؟ طيب.
الطالب : وطواط
الشيخ : هاه؟
الطالب : نسميه وطواط.
الشيخ : وطواط، يمكن مصر واسعة أحد يسميه وطواط وأحد يسميه خفاش. على كل حال هو معروف.
الطالب : ليس بطائر.
الشيخ : هاه؟
الطالب : ليس بطائر.
الشيخ : ليس أيش؟
الطالب : ليس بطائر.
الشيخ : لا، يطير يطير. على كل حال هو الآن غير موجود عندنا، لأن الأنوار في الليل كالأنوار في النهار.
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : إيه، يصير في المحل اللي ما فيه نور، لأن النور يعميه سبحان الله! ما يقدر يتحرك. يقول:
" عميت عن الشمس المنيرة لا تطيق *** هداية فيها إلى الطيران "
إذا جاء ضوء النهار ففي كوى الحيطان، كوى جمع كوة، يعني تكون في الفرج، تتعلق في السقوف، وهكذا
" حتى إذا ما الليل جاء ظلامه *** جالت بظلمته بكل مكان
فترى الموحد "

وطبعا المراد بهذا التشبيه المراد به التقبيح، يعني أراد بتشبيههم بهذا الخفاش تقبيح حالهم.