ومصرح أيضا بإثبات الأصا***بع مثل ما قد قال ذو البرهان (إثبات الأشعري لصفة الأصابع لله بخلاف الأشاعرة فينكرون ذلك وشبهتهم والرد عليهم) حفظ
الشيخ : " ومصرح أيضا بإثبات الأصابع *** مثل ما قد قال ذو البرهان "
مَن ذو البرهان؟ الرسول صلوات الله وسلامه عليه، فالأشعري مصرح بأن لله أصابع، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ( إنه ما من قلب من قلوب بني آدم إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف شاء ).
الأشاعرة الذي يدعون أنهم أتباع الأشعري أنكروا الأصابع، قالوا: ما يمكن يكون له أصابع، طيب، من الذي قال هذا؟ أعلم الخلق بالله محمد صلوات الله وسلامه عليه، قالوا: هذا يمنعه اللفظ، لأنه قال: ( ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن ) وهذا يقتضي أن تكون أصابع الله في أجوافنا، نعم، لأنك إذا قلت: هذا بين أصابعي معناه أنها الأصابع مسته، وإذا مست القلب لزم أن تكون أصابع الله في صدورنا، وهذا مستحيل، إذن فلا يراد بالحديث ظاهره، فنقول لهم: إن النبي عليه الصلاة والسلام يخاطب الأمة بلسان عربي مبين، ولا يمكن يخاطبهم بمثل هذه الصراحة وهو يريد غيرها إلا يبينها ولم يبين، وقولكم إنه لابد أن تكون هناك مماسة هذا غير صحيح، البينية لا تستلزم المماسة، ألم تسمعوا قول الله عز وجل: (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض )) ومع ذلك هل هو مماس للسماء والأرض؟ لأ، غير مماس، السماء بعيدة منه والأرض بعيدة منه، ألم تسمعوا الناس يقولون: المدينة بين دمشق ومكة؟ هاه؟ صح؟ وهل هي محادة لها؟ لأ، إذن البينية في المكان لا تستلزم المماسة أبدا، وبهذا نعرف أن المراد بالحديث حقيقته، وأن القلوب بين أصبعين من أصابع الله، وليس المراد كما قالوا إنه كناية عن التدبير والسلطان التام، طيب.