( السؤال بالأين أثبته الرسل ونفاه المعطلة وذكر حديث الجارية ) وأتى بأين الله إقرارا ونطـ***ـقا قلتم هذا من البهتان فسلوا لنا بالأين مثل سؤالنا*** ما الكون عندكم هما شيئان حفظ
الشيخ : " وأتى بأين الله إقرارا ونطقا *** قلتم هذا من البهتان "
مَن الذي قال أين الله؟ الرسول عليه الصلاة والسلام، قال للجارية التي أعتقها معاوية بن الحكم، قال لها: ( أين الله؟ قالت: في السماء. قال: مَن أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها فإنها مؤمنة ) فشهد لها بالإيمان حين أقرت بأن ربها هو الذي في السماء، ويذكر أنه قال لحصين أبي عمران بن حصين: ( كم إلها تعبد؟ قال: سبعة، ستة في الأرض، وواحد في السماء. قال: مَن تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء. فأقره النبي عليه الصلاة والسلام ).
وش عندكم أنتم؟ فسلوا لنا؟
الطالب : فسؤالنا.
الشيخ : إيه إيه، الظاهر أن فسؤالنا أحسن.
" فسؤالنا بالأين مثل سؤالنا *** ما الكون عندكم هما شيئان "
يعني: أن السؤال بالأين إنما يكون عن الكون، يعني: أين هو كائن؟ أين هو موجود؟ فهو سؤال عن المكان. فإذا قيل: أين فلان، فما الجواب؟
الطالب : في بيته مثلا.
الشيخ : في بيته، في المسجد، في السوق، لكن لو قيل: أين فلان؟ قال: غدا. هاه؟ يصح ولا ما يصح؟ لا يصح. أين فلان؟ لحم وعصب. هاه؟
الطالب : ما يصح
الشيخ : لو تجيب السائل أين فلان؟ قال: والله فلان لحم وعصب وعظام. قال: أنت مجنون، ولا أنا مجنون؟ أسألك أين هو تجيبني عن حقيقته وماهيته.
فالأين إنما يسأل بها عن أيش؟ عن المكان لا شك، والنبي عليه الصلاة والسلام أفصح الخلق وأعلمهم بمدلولات اللغة العربية، لما قال: أين؟ ما هو يسأل ما الله، ولا يسأل ما سلطانه أين هو، يسأل عن الله نفسه أين هو؟ والمرأة أجابت في السماء، وهذا واضح جدا.