أتراهم عجزوا عن التبيان واسـ***ـتوليتم أنتم على التبيان أترون أفراخ اليهود وأمـ***ـة التعطيل والعباد للنيران ( بيان أن الجعد بن درهم أخذ مقالته من لبيد بن أعصم اليهودي وكذا أخذ من المجوس ) ووقاح أرباب الكلام الباطل المـ***ـذموم عند أئمة الإيمان من كل جهمي ومعتزل ومن*** والاهما من حزب جنكسخان حفظ
الشيخ : " أتراهم عجزوا عن التبيان *** واستوليتم أنتم على التبيان "
هذا الاستفهام للنفي والإنكار، يعني: لا تظنهم أنهم عجزوا عن التبيان، وأنكم أنتم استوليتم عليهم.
" أترون أفراخ اليهود وأمة *** التعطيل والعباد للنيران
ووقاح أرباب الكلام الباطل *** المذموم عند أئمة الإيمان
من كل جهمي ومعتزل ومَن *** والاهما من حزب جنكسخان
بالله أعلم "
، هذا متعلق بقوله: " أترون ".
قال: " أترون أفراخ اليهود "
الفرخ صغار الطير، ومعلوم لنا جميعا أن الفرخ مهين ضعيف، لا يقوى أن يخلص نفسه، فيقول أفراخ اليهود، يعني بذلك أهل التعطيل، لأن الجعد بن درهم يقال إنه أخذ مقالته عن لبيد بن الأعصم الذي ثبت في صحيح البخاري أنه سحر النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هنا أخذت مقالة التعطيل من أيش؟ من اليهود، ولا شك أن اليهود معروفون بسب الله عز وجل، فقالوا: إن الله فقير، وقالوا: يد الله مغلولة، فوصفوه بالفقر والإعدام وبالبخل، وقالوا: إنه عجز واستراح يوم السبت، فوصفوه بالعجز، يعني: كيف كان أهل التعطيل أفراخا لليهود؟ لأن الجعد بن درهم على ما يقال أخذ مقالته من لبيد بن الأعصم، كذلك أفراخ اليهود
" وأمة *** التعطيل والعباد للنيران "
المجوس، والظاهر أن أفراخ اليهود والعبادِ، يعني: وأفراخ العباد للنيران يعني المجوس.
كيف كان أخذ هذه المقالة من المجوس؟ يقال: إن الجعد بن درهم أنه كان في حران، وكان فيه كثير من الصابئة والمجوس، فأخذ منهم. وكذلك:
" ووقاح أرباب الكلام الباطل *** المذموم "
يعني الوقحاء من أرباب، أي: أصحاب الكلام المذموم
" عند أئمة الإيمان "، ثم بين هؤلاء، فقال:
" من كل جهمي ومعتزل ومن *** والاهما من حزب جنكسخان "
يعني: التتار وغيرهم ممن عطلوا الله عز وجل عن صفاته.