التعليق على قول الناظم: يا فرقة التلبيس لا حييتم*** أبدا وحييتم بكل هوان لكننا نشكوهم وصنيعهم*** أبدا إليك فأنت ذو السلطان فاسمع شكايتنا وأشك محقنا*** والمبطل اردده عن البطلان حفظ
الشيخ : " يا فرقة التلبيس لا حييتم *** أبدا وحييتم بكل هوان "
كيف يقول: لا حييتم، ويقول وحييتم؟ يعني: لا حييتم تحية إكرام، وحييتم تحية هوان، وهو كقوله تعالى: (( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ))
" لكننا نشكوهم وصنيعهم *** أبدا إليك فأنت ذي السلطان "
صدق، ذو السلطان الأعظم القديم هو الله، فنحن نشكوهم إليه، ولكن انظر للفرق بين شكايتنا وشكايتهم:
" فاسمع شكايتنا وأشك محقنا *** والمبطل اردده عن البطلان "
الله أكبر! نحن نشكوهم إلى الله، نسأله أن يهديهم ويردهم عن الباطل، هم يشكوننا إلى السلطان لأيش؟ للانتقام، لينتقم منا، ونحن ما قلنا: اللهم عذبهم، اللهم انتقم منهم، نقول: اللهم اهدهم، وكان الإمام أحمد يعذبه المأمون تعذيبا بليغا وهو يدعوه، ويقول: " لو أعلم أني لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان " خلافا لما يفعله بعض الناس اليوم الذين يدعون أنهم أهل غيرة، يدعون على ولي الأمر وهو ما أساء إليهم، لم يسئ إليهم، وتجدهم يدعون عليه، وهم مخطئون على أنفسهم، وعلى ولي الأمر، وعلى المسلمين عموما، إذا كانوا صادقين في نصحهم لله ورسوله فليدعوا له، لأنه إذا صلح صلحت الرعية، لأن الأمر مشكل، هذا بيده القوة وبيده السلطة، فإذا دعوت عليه زاد في شره، وإذا دعوت له فالله على كل شيء قدير، قد يفتح الله عليه، نحن ندعو لأهل البدع ولا عليهم؟
الطالب : لهم.
الشيخ : وهم؟
الطالب : يدعون علينا.
الشيخ : يشكون إلى السلطان ليكون علينا، ولهذا يقول:
" *** والمبطل اردده عن البطلان
راجع "

نقول: المبطلَ ولا المبطلُ؟
الطالب : مفعول مقدم.
الشيخ : الأفضل، لا ما هو مفعول مقدم، هذا فيه اشتغال، اردده جاء بالضمير، هذا فيه اشتغال، والقاعدة أنه إذا كان الاسم مقدم متلوا بأمر فالأرجح النصب، تقول: زيدا اضربه، وتقول زيد اضربه، والأحسن زيدا، لقوة طلب العامل، لأنه فعل طلب.
يقول: " *** والمبطل اردده عن البطلان "