(بيان أن المعطلة لا يعملون بالقرآن مع الجناية عليه أنه مخلوق وتقديم آراء الرجال عليه وهم مشابهون للخوارج في هذا الباب بل الخوارج أحسن منهم )
هذا وما التالون عمالا به*** إذ هم قد استغنوا بقول فلان إن كان قد جاز الحناجر منهم*** فبقدر ما عقلوا من القرآن
حفظ
الشيخ : طيب. يقول المؤلف رحمه الله:
" هذا وما التالون عمالا به *** إذ استغنوا بقول فلان "
يعني: هؤلاء الذين يتلون الكتاب ويصفونه بأنه مخلوق ليتهم اقتصروا على هذا، بل إنهم لا يعملون به، وإنما يعملون بقول فلان وفلان، فجنوا عليه جنايتين، أولا: في أصله، والثانية في تطبيقه. يقول:
" إن كان قد جاز الحناجر منهم *** فبقدر ما عقلوا من القرآن "
يعني: إن كان القرآن قد جاوز حناجرهم، فإنما يجاوز حناجرهم من القرآن ما عقلوا منه فقط، يعني: أما العمل فالعمل لا، فإنه لا يصل، فهم يشبهون من بعض الوجوه مَن؟ الخوارج، بل مرّ علينا في كلام ابن القيم رحمه الله أنهم أشد من الخوارج، لأن الخوارج إنما يكفرون بالمعاصي، وأهل التعطيل يكفرون باتباع السنة، يقولون: إن المثبتة كلهم كفار، ومرّ علينا أيضا في نفس الفصل هذا أنهم يستحلون دماءهم وقتلهم، فيقول ابن القيم: الخوارج أهون منكم، لأن الخوارج لا يكفرون إلا أهل المعاصي، وأنتم تكفرون أهل التوحيد والإيمان. وثانيا: الخوارج إنما خرجوا على من عصى الله، فهم خارجون على المعاصي نفسها، يريدون أن تزول من الأرض، أنتم خرجتم على السنة، تريدون أن تمحوا السنة من الأرض، نسأل الله العافية.
" هذا وما التالون عمالا به *** إذ استغنوا بقول فلان "
يعني: هؤلاء الذين يتلون الكتاب ويصفونه بأنه مخلوق ليتهم اقتصروا على هذا، بل إنهم لا يعملون به، وإنما يعملون بقول فلان وفلان، فجنوا عليه جنايتين، أولا: في أصله، والثانية في تطبيقه. يقول:
" إن كان قد جاز الحناجر منهم *** فبقدر ما عقلوا من القرآن "
يعني: إن كان القرآن قد جاوز حناجرهم، فإنما يجاوز حناجرهم من القرآن ما عقلوا منه فقط، يعني: أما العمل فالعمل لا، فإنه لا يصل، فهم يشبهون من بعض الوجوه مَن؟ الخوارج، بل مرّ علينا في كلام ابن القيم رحمه الله أنهم أشد من الخوارج، لأن الخوارج إنما يكفرون بالمعاصي، وأهل التعطيل يكفرون باتباع السنة، يقولون: إن المثبتة كلهم كفار، ومرّ علينا أيضا في نفس الفصل هذا أنهم يستحلون دماءهم وقتلهم، فيقول ابن القيم: الخوارج أهون منكم، لأن الخوارج لا يكفرون إلا أهل المعاصي، وأنتم تكفرون أهل التوحيد والإيمان. وثانيا: الخوارج إنما خرجوا على من عصى الله، فهم خارجون على المعاصي نفسها، يريدون أن تزول من الأرض، أنتم خرجتم على السنة، تريدون أن تمحوا السنة من الأرض، نسأل الله العافية.