( بيان تقديم المعطلة للعقل للنقل وأن القرآن دلالته ظنية والعقل دلالته قطعية والرد عليهم ) والباحثون فقدموا رأي الرجا***ل عليه تصريحا بلا كتمان عزلوه إذ ولو سواه وكان ذا***ك العزل قائدهم إلى الخذلان حفظ
الشيخ : قال: " والباحثون فقدموا رأي الرجال *** عليه تصريحا بلا كتمان "
الباحثون يعني أهل البحث منهم، صرحوا بأن آراء الرجال مقدمة على القرآن.
" عزلوه إذ ولو سواه وكان ذاك *** العزل قائدهم إلى الخذلان "
عزلوا آيش؟ القرآن، لما ولوا غيره، فما هو الذي ولوا؟ آراء الرجال والعقول، لأن أهل التعطيل يرجعون في إثبات الصفات ونفيها إلى العقل، فيقولون: ما أثبته العقل أثبتناه، وما لا فلا.
" قالوا ولم يحصل لنا منه يقين *** فهو معزول عن الإيقان "
يقولون: القرآن دلالته ظنية ليست قطعية، والعقائد لا تثبت بالظن، ودلالة العقول التي يدعون أنها عقول عندهم قطعية، والعجب أنهم يقولون: إن دلالة العقول قطعية مع أنهم يختلفون فيها اختلافا كثيرا، فهل اليقين يمكن يرد فيه الخلاف؟ أجيبوا يا جماعة، اليقين ما فيه خلاف، إذا قيل هذه شمعة، خلاص شمعة ما فيها اختلاف.
فدلالة القرآن عندهم ظنية، ودلالة العقول التي هم فيها مضطربون اضطرابا عظيما هي قطعية، سبحان الله! كذب وافتراء، والعياذ بالله، ولكن (( كبرت كلمة تخرج من أفواهم إن يقولون إلا كذبا )).